ثقافة ومجتمع
12 آذار 2019, 14:00

حتّى الصّوم في لبنان.. ضحيّة الفساد!

ماريلين صليبي
الصّوم مرحلة روحيّة يستفيد منها المؤمنون ليتجدّدوا بالرّجاء والتّوبة من أجل نيل الخلاص الأبديّ والاتّحاد ببِرّ القدّيسين. إلّا أنّه يبدو أنّ هذه المرحلة من رزنامة المسيحيّة فرصة ذهبيّة للتّجّار وأصحاب المحالّ التّجاريّة من أجل استغلال صيام المستهلكين عن اللّحوم والدّجاج بهدف تضخيم أرباحهم بشكل غير مشروع.

 

إذًا الصّوم يتأرجح بين فترة تقشّف وإماتة وتقوى بالنّسبة إلى البعض وفترة نهب وسرقة بالنّسبة إلى البعض الآخر، فكيف يحتمي المستهلك من احتكار السّوق؟

وزارة الاقتصاد التي تقع تحت جناحيها مسؤوليّة مراقبة هذه القضيّة التي تتكرّر في كلّ عام، تخصّص سنويًّا عددًا من دوريّاتها لمراقبة أسعار الخضار في هذه الفترة المباركة.

جولات على محلّات الخضار والفواكه يقوم بها مراقبو الوزارة، هي تحرّكات تؤكّد أنّ لا ارتفاع غير منطقيّ في الأسعار إلّا أنّ بعض المخالفات قد تمّ ضبطها بمحاضر ضبط تمنع استغلال صيام المؤمنين ولجوئهم إلى السّلع الغذائيّة البديلة.

الاحتكار إذًا ممنوع، وللمواطن الحقّ بتقديم شكوى على الرّقم 1739 في حال ضبطه أيّ مخالفة من قبل تاجر الجملة أو تاجر المفرّق.

وعليه، لا بدّ من إعادة النّظر في أهمّيّة هذا الزّمن المجيد من السّنة، زمن أساسه التّضحية والكرم والعطاء والسّخاء وقوامه المحبّة والتّقوى والطّاعة والفقر. زمن يبدو أنّه هو أيضًا بات ضحيّة فساد هذا العالم وبطشه، إذ تآكله طمع البعض ونهشه بطشهم، فلنصلّي إلى الرّبّ من أجل أن ينير عقول هؤلاء ويضيء قلوبهم بالقناعة فيتّحدوا بتعاليم الكنيسة وبماهيّة هذا الصّوم المبارك.