علوم
16 تشرين الثاني 2018, 08:29

حفرة سحيقة في غرينلاند أحدثها نيزك بقوة 47 مليون قنبلة هيروشيما

عثر باحثون على حفرة نيزك عملاقة، 5 أضعاف حجم العاصمة الفرنسية باريس، على بعد 0.8 كم تحت الجليد في غرينلاند.

 

وتعد هذه الحفرة إحدى أكبر الحفر على الأرض، وتشير إلى أن جسما بعرض ألف متر، مصنوع من الحديد، اصطدم بكوكبنا خلال العصر الجليدي الأخير.

ويعتقد أن الانفجار الناتج تسبب بإطلاق الحطام عدة مئات من الأميال في كل اتجاه، ليصل إلى حدود كندا الحديثة.

وقال الباحثون إن قوة النيزك، الذي يبلغ وزنه 12 مليار طن، وصلت إلى 47 مليون قنبلة هيروشيما، ما أدى إلى طمس الحياة داخل دائرة نصف قطرها 100 كم.

وأطلقت قنبلة هيروشيما عام 1945 انفجارا يعادل 15 ألف طن من مادة "تي إن تي"، ما يعني أن النيزك ضرب كوكبنا بقوة تعادل 705 مليارات طن من مادة "تي إن تي".

وظلت فوهة الحفرة (عرضها 30 كم) الناجمة عن الحدث، مخفية لمدة لا تقل عن 12 ألف سنة تحت Hiawatha Glacier، في شمال غرب غرينلاند النائية، على الرغم من أن الباحثين لم يحددوا تاريخا قاطعا للحدث. ويمكن أن يعود إلى ثلاثة ملايين عام، عندما بدأت الطبقة الجليدية بالظهور بالفعل في غرينلاند.

وحُددت الفوهة ببيانات جُمعت بين عامي 1997 و2014، ليتم استكمالها في عام 2016 باستخدام شكل متقدم من الرادار.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور جون بادين، عالم الكمبيوتر في جامعة كنساس: "لقد جمعنا الكثير من بيانات الرادار على مدى العقدين الماضيين. وجمع علماء المياه الجليدية هذه البيانات لإنتاج خرائط لما هو موجود تحت جليد غرينلاند".

وعندما نظر الباحثون الدنماركيون إلى الخريطة ورأوا ما يشبه الفوهة الكبيرة تحت الغطاء الجليدي، مع التركيز على صور الأقمار الاصطناعية، رصدوا شكلا دائريا على حافة الغطاء الجليدي.

ويبدو أن آثار النيزك ظلت على شكلها منذ ذلك الحين، بعد دفنها تحت الجليد بأكثر من كم واحد.

وتم اكتشاف الحفرة لأول مرة في يوليو 2015، عندما وجد باحثون في التاريخ الطبيعي في جامعة كوبنهاغن، منطقة مكتظة تحت النهر الجليدي أثناء تفقد خريطة جديدة للخصائص الفيزيائية.

ثم أجرت طائرة بحث أحدث قياسات الرادار الجليدي، التي كشفت عن الحفرة الضخمة بالتفصيل. ودرس الباحثون حجم وشكل الحفرة، للتنبؤ بتأثير النيزك.

وقال البروفيسور، كيرت كجاير، وهو باحث مشارك إن الانفجار سيكون له تأثير مدمر، حيث كان عنيفا جدا وقادر على قتل أي شيء في المنطقة، على بعد 100 كم من سقوط النيزك".

وكان للانفجار تأثير دائم، لأنه أدى إلى ذوبان مساحات من الغطاء الجليدي في غرينلاند، ما تسبب في حدوث سيل من المياه العذبة إلى مضيق "Nares Strait"، بين كندا وغرينلاند.

وسمحت التحاليل الكيميائية التي أجريت في جامعة Cardiff، برسم صورة لنوع الجسم القادر على التسبب بالدمار الحاصل، وقاسوا الرسوبيات من نهر يصب مباشرة في النهر الجليدي، وبحثوا عن علامات للمعادن تشير إلى أنها تعود إلى نيزك قديم.

وتم العثور على عدد من النيازك الحديدية، بما في ذلك شظية محفوظة في المتحف الجيولوجي في كوبنهاغن، في المنطقة المحيطة بـ "Cape York"، ما دفع الباحثين إلى الاعتقاد بأن المنطقة شهدت حدثا مدمرا دون شك، وهي النظرية التي تفتقر إلى الأدلة حتى الآن.