ثقافة ومجتمع
22 حزيران 2016, 14:11

خاصّ- أطفال.. ورود الشوارع

تمارا شقير
سُلبت منهم طفولتهم، وحرمتهم صعاب الحياة من العيش بكرامة.. واجهوا أكبر المشاكل وتخلّوا عن العلم والدّراسة لتأمين لقمة العيش.. وجوههم متعرّقة وثيابهم ممزّقة سوداء تعكس أحزانهم ومأساتهم.. هم أطفال مشرّدون لا تتعدّى أعمارهم الـ10 سنوات يعملون في الشّوارع يوميًا، قد يبيعون الورود أو العلك، يعملون بشقاء تحت أشعة الشمس كالرّاشدين...


محمد، طفل سوريّ ظلمته الحرب، هُدّم بيته في سوريا ما اضطرّه وعائلته الى اللجوء الى لبنان حيث تقطُن عائلة محمد في البقاع ويعمل إخوته في بيع الورود. أما هو فيقضي أيّامه في شوارع الكسليك ولياليه في أحد مطاعم المنطقة.
وفي حديث مع موقعنا، أكّد محمد أنّه يعمل "لمساعدة إخوته ولتأمين لقمة العيش لأهله".
"لأنو ما معنا مصاري".. هكذا أجاب محمد على غالبية الأسئلة، فهو يعمل "لأنو ما معُن مصاري"، ويغيب عن المدرسة "لأنو ما معُن مصاري".  "المصاري" إذًا أصبحت هاجس محمد وهدفه الوحيد.
يحلم محمد بالعودة الى بلده ومدرسته معتبرًا أنّه لو أكمل دراسته لكان يُتقن الآن القراءة والكتابة.
 هي قساوة الحياة التي شرّدت الأطفال ووضعتهم في حالة مأساوية وأجبرتهم على العمل في الشوارع. ولكلّ هذه الظروف انعكاس سلبي على نفسياتهم، فماذا يقول علم النفس عن ظاهرة عمل الأطفال؟
تؤكد المعالجة النفسيّة باسكال الخازن في حديث خاص مع موقعنا أنّ نتائج عمل الأطفال تُقسم على ثلاثة أصعدة: النفسي والإجتماعي والعاطفي.
فعلى الصعيد النفسي، أوضحت الخازن أنّه خلال فترة العمل يفقد الأطفال الركائز الأساسيّة لنموّ شخصياتهم بشكل سليم، كالأمان والعاطفة والسلطة الأخلاقية.
أما على الصعيد الإجتماعي، فأكّدت الخازن أنّ التربية الصالحة تغيب عن الأطفال إذ إنّهم لا يدركون الصح من الخطأ.
بينما على الصعيد العاطفي، يشعر الأطفال بنقص عاطفي قوّي، كما يشعرون بأنهم غير مرغوبين أو محبوبين في المجتمع، ما يؤدي الى خسارة ثقتهم بأنفسهم والى خلل في صورة الـ"أنا".
يعملون ليلًا نهارًا ويعرّضون حياتهم للخطر بهدف تأمين المال ولقمة العيش.. يتحمّلون صعاب الحياة ويتعاملون معها برشد ووعيّ تامّ.. فما هو ذنب هؤلاء الأطفال ومن هو المسؤول الأوّل عن حالهم المأساويّ هذا؟