دينيّة
11 حزيران 2023, 07:00

خاصّ- الأب شهوان: القداسة، هدف وجودنا في هذه الحياة

نورسات
"عندما نبلغ أحد جميع القدّيسين الذي يلي أحد العنصرة، كَون الرّوح القدس يقدّس الإنسان، نكون قد بلغنا الهدف المنشود، أيّ القداسة، هدف وجودنا في هذه الحياة "كونوا قدّيسين لأنّي أنا هو قدّوس" (1 بطرس 1: 16)". بهذه المقدّمة استهلّ الأب أثناسيوس شهوان تأمّله لموقعنا عن أحد جميع القدّيسين في الأحد الأوّل بعد العنصرة للكنيسة الأرثوذكسيّة.

وتابع: "هذا ما تبرزه أيقونة هذا الأحد، بحيث نرى جمهورًا كبيرًا من القدّيسين ضمن دائرة وسطها الرّبّ يسوع المسيح.

كلمة قداسة بأصلها الأراميّ - العبريّ تعني التّخّصيص، أيّ أن نخصّص أنفسنا بالكلّيّة للرّبّ، ولا نتمايل على الجنبين، ولا نتحايل على الله وعلى أنفسنا. هذا تحديدًا ما قاله إيليّا النّبيّ إلى جميع الشّعب: «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ» (1 مل 18: 21).

وأن نصبح قدّيسين لا يعني فقط التّحرّر من خطايانا فحسب، بل اكتشاف محبّة الرّبّ، وعيش هذه المحبّة، ونقلها إلى الآخرين.

 

وهنا نسأل: كيف يتمّ ذلك؟

الجواب: أن يولد الإنسان مِن فوق، مِن جديد بالماء والرّوح، كما قال الرّبّ لينقوديمس (يوحنّا 3: 3).

الماء هو ليس حصرًا مياه معموديّتنا الأولى، بل معموديّتنا المتجدّدة بالتَّوبة الصّادقة، ومراجعتنا لذاتنا وتغيير مسلكنا، لنسير على الدّرب الصّحيح، الذي هو المسيح.

هذا يبدأ أوّلًا بالمصالحة الذّاتيّة على ضوء نور الرّبّ، الذي يطرد مِن قلبنا كلّ خوف.

ففي داخل كلّ واحد منّا خوف، أوّله النّابع من طبيعتنا البشريّة، أيّ الخوف من الموت لعدم إدراكنا حقيقة القيامة المجيدة. وهناك الخوف من فقدان مجدنا الأرضيّ، لهذا المسيحيّ الحقيقيّ يتعلّق بالمسيح فقط.

أمّا الخديعة الكبرى فهي أن يكتفي الإنسان بالقول، أنّه لا يؤذي أحدًا، وهذا بنظره يجعله إنسانًا صالحًا.

هذه خديعة لسببين:

الأوّل، كلّ منّا ضعيف ويخطئ، وبحاجة لمجد الرّبّ.

الثّاني، المحبّة الحقيقيّة معيارها المحبّة الإلهيّة وليس البشريّة، وهي تمتد إلى الآخرين. وبالتّالي تبقى محبّتنا ناقصة مهما سمت، إن لم تتّحد بمحبّة المسيح. وإلّا عن أيّة محبّة نكون نتكلّم؟

إلى الرّبّ نطلب."