ثقافة ومجتمع
04 تموز 2017, 13:12

خاصّ- الأعراس في لبنان.. بين التّفاخر والتّباهي

تمارا شقير
هي نَعَمٌ أبديّة تُكلّل حياة كلّ حبيبين، نَعَمٌ مُقدّسة تقوم على الحبّ والتّفاهم والشّراكة يتّحد من خلالها الزّوجان ليصيرا، بمباركة الإله الآب، جسدًا واحدًا.

 

.ينتظر كلّ ثنائيّ هذا اليوم، فيمضيان سنوات يحلمان به وأشهر يتحضّران له، ليحلّ بفرح عظيم بعد طول انتظار ناثرًا معه بريق الحبّ والأمل

.تُسيطر على هذا اليوم أجواء من الفرح والبسط، فيصدح صدى الأغاني في السّماء ليُهلّل بفرحة عمّت في منزلي العروسين

جميلةٌ هي أجواء الفرح والبهجة هذه، إلّا أنّها باتت تطغى وتقضي على جوهر العرس  الأساسيّ، على القيمة الرّوحيّة لرتبة الإكليل. إنطلاقًا من هنا، جال موقع "نورنيوز" الإخباريّ على عدد من المواطنين للاطّلاع على

.آرائهم حول ظاهرة الأعراس، فأجمعوا على أنّ الأهميّة باتت تنصبّ حول المظاهر فحسب

.ج. د مثلًا، أكّدت أنّ العروسين باتا يستهتران بالنّعمة المقدّسة التي يفيضها الله عليهما من خلال رتبة الإكليل، مشيرة إلى أنّ المظاهر تحتلّ قائمة أولويّاتهما

.ور. م اعتبرت أنّ رتبة الإكليل فقدت قيمتها الرّوحيّة، فالمدعوون لا يشاركون في الذّبيحة الإلهيّة بل يُفضلون التقاط الصّور

.من جهته، قال ح. ح إنّ المدعويين خلال رتبة الإكليل يراقبون النّاس وينتقدونهم على تصرّفاتهم، ويُعلّقون على أدّق التّفاصيل 

"من الجميل المجاهرة والاحتفال بالزّواج، إلّا أنّ الجمال الحقيقيّ يكمن في عيش جوهر هذا السّرّ وفي التّشّبّع روحيًّا قبل نيله"، هذا ما أكّده الأب فادي بستاني في حديث لموقعنا لافتًا إلى أنّ  "الرّوح القدس يتجلّى في هذا السّر، ولا بُدّ من الاستعداد جيّدًا له". وأضاف "أنّ الثّنائيّ اليوم غير قادر على .الثّبات في هذه النّعمة"

يفقد سرّ الزواج جوهره الرّوحيّ اليوم، فيتلهّى العروسان بتفاصيل الزّفاف بدءًا من الثياب مرورًا  بالسّيارات والزّفة والورود وصولًا إلى المطعم والمفرقعات النّاريّة؛ .لا شكّ في أنّ هذه الكماليّات أساسيّة في العرس إلّا أنّها احتلت اليوم مكان رتبة الإكليل، مكان النّعمة المُقدّسة الّتي تُقدّم للثنائيّ كعربون للحياة الأبديّة