دينيّة
18 كانون الأول 2022, 08:00

خاصّ- الخوري الرّيفوني: الحبّ الإلهيّ يظلّل الشّعب بأنقيائه وأرديائه

نورسات
"في زمن الأنوار الميلاديّة، زمن البشارات، نصل معًا إلى الأحد السّادس من زمن الميلاد المعروف بـ "أحد النّسبة". يتحدّث القدّيس متّى في إنجيل اليوم (1/1-17) عن سلالة يسوع أيّ شجرة العائلة، كيّ يدلّ على أنّ يسوع وُلد في التّاريخ وهو بعلاقةٍ مع كلّ العهد القديم الذي كان يُحضّر مجيئه." بهذه المقدّمة استهلّ خادم كاتدرائيّة مار جرجس الرّعائيّة– صربا (كسروان) الخوري بولس الرّيفونيّ تأمّله الرّوحيّ لموقعنا.

وتابع: "إنّ تاريخ يسوع لا ينفصل عن تاريخ شعبه ولا عن تاريخ سائر الشّعوب. وإذ نقرأ تاريخ الكتاب المقدّس، فلأنّه هو استعداد للمسيح، وارث البركات الّتي وعد بها إبراهيم. لقد جاء يسوع في النّهاية كآخر ثمرة في شجرة الحياة، ووارث الأجيال السّابقة، إليه يتوجّه الماضي وفيه يتكثّف التّاريخ وهو سيعطيه كامل معناه. فلا يقتصر على التّاريخ المقدّس فقط، بل يشمل كلّ تاريخ البشر بدون تفرقة، كما نقرأ في كتاب "البيت غازو المارونيّ" (1263 م) ص 86 و87: "... وها هم اليوم، يا مخلّصنا، في كلّ أقطار الخليقة، يفرحون في يوم ميلادك... ها أنت اليوم، قد وُلدت في بيت لحم، ووُضِعتَ في مذود الحيوانات كالضّعيف، ورضعتَ حليبًا كالطّفل، وأنت غاذي الأجيال والقبائل بأمرك الخفيّ...".

في أحد النّسبة ندخل معًا في مشهديّة رضوخ الله لحريّتنا، وهذه عظمة حبّه واحترامه لنا. لذلك يد الله ليست منتقمة بل مسامحة،لأنّ الله لا يُلغي مواقفنا بل يحتملها ليُصلحهاحين نسمح نحن له بذلك. إنّ لله لم يأتِ إلينا من أبرارنا فقط بل من أشرارنا أيضًا، الحبّ الإلهيّ يظلّل الشّعب بأنقيائه وأرديائه. هذا الحبّ لا يبرّر الخطأ ولكنّه يحتمله، ولا يشجّع على الخطيئة بل يرجو أن يصلحها.

في أحد النّسبة، علينا أن نسلّط الضوء على سرّ العائلة وانتسابها إلى جسد المسيح السّرّيّ، حيث تنطلق الحياة الزّوجيّة الأصيلة لتصبح قدوة للبنين. والقدوة خير وسيلة تربويّة للتّنشئة الإنسانيّة المسيحيّة. إنّها حصنٌ واقٍ من الانحرافات الممكنة عبر مراحل نموّ الأولاد، إذ، من خلال مثل الوالدين يكتسب البنون العواطف الإنسانيّة والقناعات المسيحيّة والممارسات التّقويّة."

وإختتم الخوري الرّيفونيّ بصلاة قلبيّة متضرّعًا: "يا ربّ، بارك عائلاتنا واجعلها خصبة بسخاء وثقة وتسليم وارتياح، وقوّم ضمائر الأزواج وكلّ المسؤولين المدنييّن والرّوحييّن. سامحنا وهبنا نحن نسبك وذويّ قرباك أن نتقدّس بلا انقطاع آية تجسّدك فينا، آمين."