دينيّة
27 تشرين الثاني 2022, 08:00

خاصّ- الخوري كرم: ما هو دور الرّوح القدس في عالمنا اليوم؟

نورسات
"بعد بشارة زكريّا وبشارة العذراء، نتأمّل بنصّ زيارة العذراء حيث تلتقي الإمرأتان ويلتقي من خلالهما الولدان." بهذه الكلمات استهلّ الكاهن المتفرّغ لصلاة الشّفاء في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا حول إنجيل زيارة العذراء لأليصابات للقدّيس لوقا (1: 39- 45) في الأحد الثّالث من زمن الميلاد بحسب الطّقس المارونيّ.

وأكمل متأمّلًا: "لنتأمّل في معاني الزّيارة، كما نتحضّر لولادة يسوع وندخل في سرّ التّجسّد الإلهيّ ينبوع الفرح والرّجاء.

مريم آمنت بكلّ ما قاله الملاك لها ومضت مسرعة لتخدم نسيبتها أليصابات. بعد البشارة أصبحت مريم هيكلًا لله. كم هي عظيمة وقد حلّ فيها إبن الله.

إنّ حضور الطّفل الإلهيّ كان محتجبًا عن العيان ولكنّه لن يخفى عن عيون المؤمن مثل أليصابات.

شفافيّة مريم لم تحجب حلول الله فيها، وإيمان أليصابات تأثّر بهذه الشّفافيّة وبقوّة الرّوح القدس الّذي حلّ عليهما، وأدركت دعوة مريم الفريدة ورفعت صوت الطّوبى لأنّها آمنت بما قيل لها من قبل الرّبّ.

سلام مريم له قوّة وفعاليّة غير عاديّة، إنّه السّلام النّابع من حضور الله فيها.

ولقد اكتشفت أليصابات، بقوّة الرّوح القدس، هويّة مريم الجديدة.

هنا يكمن سرّ المؤمن، الّذي على مثال مريم يحمل الله في قلبه. فليس بكثرة الكلام بل من خلال حضور شفّاف وعاديّ، يشعّ حضور الله فيه وعلى الآخرين.

إرتكاض يوحنّا في بطن أمّه، يؤكّد على ما تمثّله مريم: إنّها تابوت العهد الجديد. كما رقص داود أمام تابوت العهد، تعبيرًا عن فرحه، هكذا يرقص يوحنّا مغتبطًا بحضور مريم الحاملة في حشاها الطّفل يسوع. هنا تكمن عظمة مريم، إنّها مباركة أكثر من نساء الأرض.

من خلال أليصابات ومريم، يلتقي يوحنّا بالمسيح، يوحنّا الصّوت الصّارخ ويسوع الكلمة. وقيمة الصّوت هي في حمل الكلمة فالصّوت بدون الكلمة لا نفع له.

خلال الزّيارة تظهر لنا القوّة الفاعلة والمحرّكة لكلّ شيء، هو الرّوح القدس، بقوّته حبلت مريم- وهو الّذي امتلأت منه أليصابات وبفضله اكتشفت أنّ مريم "أمّ ربّي"، وبإيحاءاته تمّت الأحاديث والصّلوات ونشيد التّعظيم."

وإختتم الخوري كرم تأمّله بعبرة للعيش سائلًا: "ما هو دور الرّوح القدس في عالمنا اليوم؟ هل نكتشف من خلال الأحداث، عمل الرّبّ الّذي سيحوّل كلّ شيء إلى بركات؟ هل بفضل الرّوح ننجذب ونلتصق بالرّبّ لكي نغلب الشّرّ بالمحبّة؟"