دينيّة
03 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري موره: مسيرة إيمان الأعمى هي مسيرة إيماننا وتتلمذنا ليسوع!

نورسات
"مسيرة الصّوم هي مسيرة تعليميّة، مسيرة التّتلمذ. وأناجيل الصّوم، ولاسيّما أناجيل الآحاد تقودنا في هذه المسيرة نحو لقاء المسيح القائم من بين الأموات. الأحد الأخير هو الأحد الّذي يفتتح أسبوع الشّعانين، هو أحد شفاء الأعمى، هو نهاية رحلة التّتلمذ، حيث تتفتّح أعين التّلاميذ، ويصبحوا قادرين على فهم حقيقة معلّمهم؛ إنه ملك الكون والمخلّص الأوحد، والفادي المتألّم حبًّا بنا." بهذه المقدّمة مهّد خادم رعيَّة إهدن - زغرتا والمرشد العام للسّجون في لبنان الخوري جان موره لتأمّله الرّوحيّ لموقعنا إنطلاقًا من إنجيل القدّيس مرقس (10/ 46-52).

وأردف شارحًا: "مسيرة إيمان الأعمى: "إذهب، إيمانك خلّصكّ"، تعلّمنا اليوم أنّ الإيمان هو حالة انطلاقٍ من الهامش إلى عمق الوجود، ومن حالة الظّلمة إلى حالة النّور. الإيمان يدعونا إلى تغيير حالةٍ لا إلى اعتناق عقيدةٍ أو إيديولوجيا، هو تغيير حالة وجودنا الإنسانيّ من حالة الثّبات في الرّوتين، من حالة البقاء على هامش طريق الحياة، إلى حالة الإنسان "الواثب" مثل الأعمى، يلقي عنه رداء عاداته، ومهنته، رداء حياته الفارغة وينطلق وراء يسوع، معلنًا إيّاه وحده المخلّص وطالبًا منه الرّحمة."

وتابع: "الإيمان هو صرخة تنطلق نحو شخصٍ لا نراه، إنّما نعلم بأنّه موجود وبأنّه قادر على تغيير واقع حياتنا. لا يمكننا أن نفتّش عن الضّمانات الحسّيّة الملموسة لإيماننا، بل أن نثق وأان نؤمن، وعندها نبصر، لا بعين الجسد أو العقل، إنّما بواسطة الحبّ الّذي يبادلنا إيّاه الرّبّ. نلمس عمله في حياتنا، نختبر حضوره معنا، ينتشلنا مروره من هامش عبثيّة الحياة ليضعنا في صميم العلاقة الإلهيّة، فيصبح لوجودنا معنًى بدخولنا في علاقةٍ مع الرّبّ."

وإختتم الخوري موره كلمته مستخلصًا مرشدًا: "عوائق إيماننا نحن، اليوم: كم يخيفنا منطق التّرك والتّغيير؟ كم نرغب بالثّبات ولو كان هذا الثّبات لا يلذّ لنا؟ دعوة الإيمان هي التّرك والانطلاق خلف يسوع وليس غيره. ترك أفكارنا الخاطئة، أو عاداتنا السّيّئة، أو خطايانا اليوميّة، أو منطقنا المغلوط. ترك كبريائنا أو حسدنا أو حقدنا أو كسلنا أو مصالحنا الشّخصيّة الأنانيّة. إتّباع المسيح يستلزم كيانًا قادرًا على الوثب، كما وثب ذلك الأعمى، يستلزم كيانًا مليئًا بثقة الصّداقة وحرّيّة القلب وشجاعة الحبّ، وكيانًا غير خائفٍ من التّغيير، فإن لم نتخلّ عن ثقل ما نملك، لا يمكننا التّتلمذ ليسوع. درب إيماننا وتتلمذنا ليسوع لا بدّ أن يسطع علينا نور قيامة الرّبّ."