ثقافة ومجتمع
21 حزيران 2017, 13:00

خاصّ- الدّني بيّ...

تمارا شقير
هو فارس أحلام ابنته وبطلٌ بنظر ابنه.. هو روح العائلة وقائدها.. هو قدوة ومثال أعلى.. هو نور يُضيء حياة أولاده ومنبع حنان يغني قلوبهم.. هو أعظم رجل في الدّنيا، هو الأب.

يُصادف اليوم في 21 حزيران/ يونيو عيد الأب، يُكرّم خلاله كلّ أب كرّس حياته لعائلته، وكدّ لتأمين لقمة العيش.

فضل الأب كبير على أولاده، فهو لا ينفكّ يبذل ذاته من أجلهم ويُضحّي في سبيل سعادتهم ويُقدّم لهم كلّ ما أمكنه من دون مقابل ليجعل من حياتهم جنّة.. غرس حبّ الله في فؤادهم، وكان أمًّا في الحنان، ومعلّمًا في الأخلاق، وأخًا في الإرشاد.

ومهما طال الكلام عن فضل الأب وعن مكانته في قلب كلّ واحد منّا نحن الأبناء، فلن نوفيه ولو حتّى القليل من تعبه وتضحياته لأنّ المحبّة أكبر من كلّ الكلمات وأعظم من كلّ العبارات.

"بيقولو الدّنيا إم، بس أنا بقول الدّني بيّ"، بهذه الكلمات عبّر ي. ي. في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ عن محبّته لمثاله الأعلى، لوالده الّذي أرشده إلى الطّريق الصّحيح وساعده في بناء شخصيّته القويّة.

أما والد ج. د. فيتربّع ملكًا على قلبها، هو "نقطة ضعفي وحياتي كلّها، بعمل كلّ شي كرمالو وما بقدر أرفضلو طلب".

ومنهم يحفظون في ذاكرتهم لحظات لا تموت مع تقدّم الزّمان، مثل ك. د. الّتي تخزّن ذكريات لا تُعدّ ولا تُحصى، لا سيّما ذكريات الطّفولة، فوالدها العسكريّ المتقاعد "كان يجي مرّة بالأسبوع عالبيت إيّام الحرب وكنت انتطرو ليغنجني ولنام بحضنوا".

وآخرون قطفوا من حنان الأب زادًا يكفيهم كلّ العمر لتحمّل غيابه لأسباب لا إراديّة؛ فجعلت من رفيق دربهم الأوّل ملاكًا حارسًا من عليائه يهمس لهم في كلّ الظّروف كما يقول الآب السّماويّ: "لا تخافوا، أنا معكم".

تلك كانت كلمات صادقة نابعة من قلوب تذوب حبًّا في من كان ولا يزال سبب وجود أصحابها. كلمات لا توفي الأب حقّه دائمًا مهما استرسل القلم في كتابتها والتّعبير عن وجدان كاتبها. ولكن هي تبقى لتشهد على تلك العلاقة السّامية والمميّزة الّتي تربط الأولاد بآبائهم. وأكثر هي تؤكّد أنّ لا شيء يمكن أن يفرّط بها أو أن يزعزها.

لذا، وفي هذه المناسبة، نرفع القبّعة لك أيّها الأب إجلالًا واحترامًا لأنّك زرعت فينا كلّ هذا الحبّ.. لك منّا قبلة الابن الّذي لن يتعب من النّظر دومًا إلى فوق، إليك في شموخك وهيبتك.