لبنان
03 آب 2017, 17:15

خاصّ- الرّاعي يبارك كاتدرائيّة سيّدة الورديّة في حراجل

قام مساء اليوم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بزيارة رعويٌة إلى بلدة حراجل الكسروانيّة وبارك كاتدرائيّة سيّدة الورديّة بقدّاس احتفاليّ حضره راعي أبرشيّة جونية المارونيّة المطران أنطوان نبيل العنداري والنّائب البطريركيّ العامّ المطران حنّا علوان، والعميد شامل روكز والعميد إدوار عقيقي والنّائب يوسف خليل ورئيس بلديّة حراجل طوني زغيب، والمخاتير الثّلاثة جهاد خليل وشوقي مهنّا وجرجس مهنّا ورئيس بلديّة زوق مكايل الياس بعينو وأخويّات فرسان وطلائع وشبيبة العذراء وأخويّة القدّيسة تيريزا، والكشّاف المارونيّ وراهبات دير الصّليب وأبناء البلدة.

 


ألقى رئيس بلديّة حراجل المهندس طوني زغيب كلمة رحّب فيها بالبطريرك الرّاعي وقال: "إنّ زيارتكم الى جرود كسروان ومباركتكم لأرضه ولشعبه دليلٌ على ما في قلبكم من محبّة، وفي رؤيتكم من اندفاع، وفي توجّهاتكم من تمسّك بالقيم والتّجذّر بالأصالة.
 إنّ زيارتكم يا صاحب الغبطة مع صحبكم الكرام ومع صاحب السّيادة المطران أنطوان نبيل العنداري السّامي الاحترام ستترك في أرجاء حراجل والمنطقة وفي نفوس أبنائها أثراً طيّباً وستطبع في قلوبهم مدى محبّتكم لرعيّتكم، لاسيّما وأنّ حراجل ليست رسمًا على الخريطة بل هي القلب النّابض بالحياة، والنّخوة المتدفّقة بالتّضحيات، والشّعب الملتزم دائمًا: الشّهادة للإيمان والاستشهاد من أجل لبنان". وأضاف زغيب: "إنّ المسار التّاريخيّ الّذي انتهجتموه وأسلافكم العظام وسارت عليه بكركي، ودورها التّوجيهيّ الوطنيّ يعبّران عن مدى وجوب السّير والالتزام بهما لأّنهما خشبة الخلاص في كلّ زمان ومكان لشعب توّاق إلى البقاء في أرضه مهما غلت الّتضحيات وعظمت".   
من ثم قدّم زغيب باسم أهل حراجل وسكّانها وفعاليّاتها المدنيّة والرّوحيّة وباسم أعضاء المجلس البلديّ ومخاتير البلدة للبطريرك الرّاعي مفتاح بلدة حراجل دليلاً على تقديرهم واحترامهم وعربون محبّة ووفاء.
وألقى الشّاعر موسى زغيب قصيدة رحبّ فيها بالبطريرك الرّاعي.
وبعدها أقيم زيّاح للعذراء مريم في كنيسة سيّدة الورديّة القديمة، تلاها التّوجّه إلى الكاتدرائيّة الجديدة.
في البداية، ألقى خادم رعيّة حراجل الخوري حارث خليل كلمة عدّد فيها المحطّات التّاريخيّة الكنسيّة في حراجل، مؤكّدًا أنّه لولا موافقة البطريرك لما تمكنّت حراجل من بناء هذه الكاتدرائيّة.
عاون المطران أنطوان نبيل العنداري والمطران حنّا علوان والخوري حارث خليل والخوري دانيال زغيب البطريرك الرّاعي في القدّاس الاحتفاليّ، وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الرّاعي عظةً شكر فيها أهالي حراجل على استقبالهم المحبّ.
وقال الرّاعي "إنّ نشيد مريم نبويّ عن عظائم الله الّتي سيجريها الله فيها، من دون أن تعرفها، بدءًا من الحبل بها في حشا أمّها معصومة من الخطيئة الأصليّة، وصولًا إلى أمومتها لابن الله المتجسِّد فيها وهي عذراء ودائمة البتوليّة، فإلى مشاركته في آلام الفداء، وأمومتها بجسده السِّرّي، الّذي هو الكنسية، وأخيرًا إلى انتقالها بالنّفس والجسد إلى السّماء، وتتويجها سلطانة السّماوت والأرض". وأكّد الرّاعي أنّ "هذا النّشيد أصبح نشيدَ الكنيسة، ونشيد كلّ مؤمن ومؤمنة، يرى عظائم الله في التّاريخ، ويسمع عنها، ويختبرها، مضيفًا "يسعدنا أن نرفعه اليوم معكم من هذه الكنيسة الجديدة على اسم سيّدة الانتقال، هنا في حراجل العزيزة، مع سيادة أخينا المطران أنطوان نبيل العنداري نائبنا العامّ في نيابة جونية البطريركيّة، وسيادة نائبنا البطريركيّ العامّ المطران حنّا علوان، وكهنة الرّعيّة وجميع أبنائها وبناتها".
وأردف الرّاعي: "تعلّمنا سيّدتنا مريم العذراء في نشيدها: إنّ الله يحقّق تصميمه الخلاصيّ بواسطة كلّ مؤمن ومؤمنة، ومريم هي المثال والقدوة وذروة هذا التّعاون. اختارها الله لتواضعها: "تعظّم نفسي الرّبّ، لأنّه نظر إلى تواضع آمته". فالمتواضع المنفتح العقل والإرادة والقلب على سرّ الله وعلى إرادته الّتي تنكشف ساعة يشاء"، مشيرًا إلى أنّ "مريم تدعونا إلى عدم الاعتداد بالنّفس والقوّة والمال والسّلطة والنّفوذ، لأنّ هذه تحول دون سماع صوت الله، بل تؤدّي غالبًا إلى نسيانه، ووضعه جانبًا، والاستغناء عنه".
وتوجّه إلى أهالي بلدة حراجل قائلاً: "إنّ هذه الكنيسة الرّعائيّة الجديدة الّتي شئتموها كبيرة وجميلة، لتتّسع لكم، إنّما هي مدرسة إيمان وصلاة، ومكان لقاء مع الله، تصغون فيه إلى تجلّيات إرادته، وتنطلقون إلى عائلاتكم ومجتمعكم ومكان عملكم كمعاون لتحقيق تصميمه الخلاصيّ الرّامي إلى خير كلّ إنسان، الرّوحيّ والمادّيّ والمعنويّ". 
وختم البطريرك الرّاعي عظته شاكرًا الرّبّ "لأنّه أشركنا من خلال المعموديّة والميرون، في عمل المسيح الخلاصيّ، الّذي يعطي قيمة ومعنى لوجودنا المسيحيّ في لبنان وهذا المشرق".

وفي الختام، قدّمت حراجل ٣ هدايا تذكاريّة للرّاعي وهي: مسبحة مصنوعة من الصّوف وكتاب للمطران قرعلي وأيقونة سيّدة الورديّة حراجل.