ثقافة ومجتمع
17 تشرين الأول 2016, 09:54

خاصّ - سيزوبيل لراحة الطّفل.. لأنّ في الضّعف قوّة

ماريلين صليبي
هي "نتيجة اتّحاد القوى" بحسب الرّئيسة والمديرة العامّة فاديا صافي؛ هي "دفع محبّة" بحسب المؤسِّسة إيفون شامي؛ هي سيزوبيل (Sesobel) التي كان لموقع "نورنيوز" الفرصة لمشاركتها نشاطاتها والتّحدّث مع رئيسة قسم المتطوّعين والزّوّار فيها دايزي معلوف ضوّ للاطّلاع على أهداف هذه المؤسّسة الخيريّة ومشاكلها.

 

في مقاربة عامّة أوضحتها ضوّ لموقعنا، يصبّ هدف سيزوبيل في مرافقة الطفل ذي الاحتياجات الخاصّة الفكريّة أو الجسديّة أو التوحّد في كلّ أبعاد حياته: على الطّفل أن يدخل سيزوبيل في السّنوات الأولى من عمره ليتمكّن من الاستفادة من المتابعة المتخصّصة والتأهيليّة المتوفّرة في برنامج التّدخّل المبكر. يصبح أوّلًا فردًا في الرّوضة، ثمّ في المدرسة حيث تكثر، إلى جانب المكاسب العلميّة القيّمة، النّشاطات الصيفيّة التّرفيهيّة.

إضافة إلى المهارات المدرسيّة، متابعة طبّيّة ونفسيّة وإنسانيّة روحيّة ترافق الطّفل في كلّ هذه المراحل، تعزّز استقلاله الذّاتيّ وتسهّل انخراطه في المجتمع. تسعى سيزوبيل لإزالة حواجز الإختلاف عبر إدخال الطّفل الذي يعاني من إعاقة درجتها بسيطة إلى مدرسة عاديّة، وهذا مشروع قائم حديثًا مع مدرسة جزّين الرّسميّة.

وأضافت ضوّ أنّ سيزوبيل تترك بصماتها أيضًا في العائلات والمجتمع بحيث تعمل على تنظيم نشاطات مشتركة مع أهل الطّفل الذي يعاني من إعاقة ما ومع إخوته أيضًا فتكون سنداً لهم وتوجّههم نحو بناء مشروع حياة معهم.

تقيم سيزوبيل، من جهة أخرى، محاضرات ومؤتمرات وحملات توعية دائمة تحرّك من خلالها القاعدة الشّعبيّة، التي ترمق الطّفل ذا الاحتياجات الخاصّة بعين ساخرة ناقدة، لكسر التّمييز وتغذية الانفتاح الذي به يكون الاختلاف غنى لا خلاف وإقصاء.

إلى جانب الخدمات التربوية في سيزوبيل، مراكز للمساعدة بالعمل (مشغل للشّوكولا، للخياطة، للمونة...) تبيع إنتاجها في موسم الأعياد المجيدة وتفتح أبوابها لشباب يعانون الإعاقة وذلك لإدخالهم في قطاع العمل والاستفادة من طاقاتهم المميّزة.

986 طفلًا، إذًا، استفادوا من 22025 رعاية طبّيّة و1050 إستشارة طبّيّة و142 فحصٍ طبّيّ و30 عمليّة جراحيّة وغيرها من الخدمات، وذلك بحسب تقارير العام الماضي التي أطلعتنا عليه ضوّ؛ 986 طفلًا من فئات عمريّة متنوّعة وديانات مختلفة آتين من مناطق عديدة ينضمّون إلى عائلة سيزوبيل التي لا تفرّق ولا تميّز بين طالبي المساعدة.

هي سيزوبيل إذًا، المؤسّسة التي تزرع البسمة في قلوب أطفال شاءت الظّروف أن تضعهم في خانة مختلفة عن الباقين، خانة قد لا تكون أسوء حتميًّا، إنّما بالطّبع مغايِرة.

فهذه الجهود التي يبذلها 311 متطوّعًا و53 طبيبًا و224 موظّفًا لا بدّ من أن ترافقها مشاكل عديدة أبرزها مادّيّة. تكاليف عديدة إذًا تثقل كاهل مؤسّسة سيزوبيل الخيريّة، تغطّي قسمًا منها التّبرّعات الخارجيّة والمحلّيّة ومساهمة العائلات ومساعدة وزارة الشّؤون الإجتماعيّة من جهة، والمساعدات العينيّة ومساعدات الحالات الطّارئة من جهة أخرى، ليلعب التّمويل الذّاتيّ الدّور الأبرز في تغطية القسم الأكبر من هذه التّكاليف المادّيّة، وذلك من خلال بيع المنتجات الخاصّة بالمؤسّسة وإقامة معارض وحفلات عشاء في لبنان والخارج.

"كلّ طفل فريد" بحسب عائلة سيزوبيل، وهذا ما اختبره موقعنا في رحلة مع طلّاب الرّوضة والصّفوف الابتدائيّة الأولى.

فبعيدًا عن المعلومات الدّقيقة والحوارات الصّحافيّة، خبرة إنسانيّة قيّمة يلمسها كلّ من يتعامل مع هؤلاء الأطفال ويحاورهم. ذكاء مفرط، خفّة ظلّ فريدة، عطاء سخيّ، محبّة لامتناهية، قلب أبيض منفتح، كلّها صفات قيّمة تجعلنا ننسى إعاقة هؤلاء الأطفال ونركّز على قلوبهم النّقيّة، أطفال بالطّبع مختلفون إنّما يميلون صوب الأحسن والأفضل، صوب قيم بات كثير من أطفالنا "السّليمين" يفتقدونها.

"سيزوبيل" وما تعنيه في اللّغة الفرنسيّة "الخدمة الإجتماعيّة لسلامة الطفولة في لبنان"، تجسّد الإنسانيّة والعطاء والمحبّة المغدقة، بخدمة الطّفل المصاب بإعاقة وعائلته، طفل اختلافه ضعف جسديّ أو عقليّ، إنّما إرادته تغلب كلّ العقبات، هي قوّة وترابط وإيمان، ألم يقل بولس الرّسول في رسالته الثّانية إلى أهل كورنثوس(10:12) "حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ؟"