ثقافة ومجتمع
05 نيسان 2017, 13:00

خاصّ- عيد الشّعانين.. بين الماضي والحاضر

تمارا شقير
تحتفل الكنيسة في الأحد الأخير من زمن الصّوم الكبير والأوّل من أسبوع الآلام بعيد الشّعانين، عيدٌ يستذكر فيه المسيحيّون دخول السّيد المسيح إلى أورشليم حيث لاقاه الأطفال حاملين أغصان النّخل والزّيتون.

يسير الكبار والصّغار في رتبة زيّاح الشّعانين رافعين الصّلاة والتّرانيم، فيعبق المكان بعبير الإيمان وعطر الخشوع، ويشّع النّور من الشّموع المضاءة، ليغمر المؤمنين شعور ممزوج بالفرح والأمل.

يطغى على هذا العيد جوّ من السّعادة، فهو عيد فرح اللّقاء، لقاء المسيح الملك بشعبه المؤمن الّذي ينتظر بشوق كبير الاحتفال بهذه المناسبة كلّ عامّ. ولعلّ أبرز ما يميّزه هي التّقاليد الّتي اعتدنا على إحيائها منذ الصّغر، فما أجمل من شراء الملابس والشّموع المزيّنة لاستقبال ملكنا؟ ولكن في أيّامنا هذه، فقدت هذه التّقاليد بعضًا من روحانيّتها وبات العيد تجاريًّا، هذا ما لمسه موقع "نورنيوز" في جولة قام بها على عدد من المؤمنين.

لا شكّ في أنّ إضاءة الشّموع ترمز إلى شهادتنا لنور المسيح، إلا أنّها تجرّدت من معناها الحقيقيّ مكتسبةً طابعًا ماديًّا، وأصبح الأهل يبتاعون الشّموع المتناسقة مع ملابس أولادهم ويتنافسون على جماليّتها، بحسب مالكة متجر للشّموع ناديا بارود الّتي تعمل دائمًا على إضفاء روحانيّة مميّزة على شموعها من خلال تزينيها بالرّموز المسيحيّة كالصّليب أو السّمكة أو الملائكة.

إنّ شراء الشّموع والملابس أمر ضروريّ وهو ما يُفرح قلوب الأطفال في الشّعانين، لكنّ آلام المسيح هي الرّمز الحقيقيّ للقيامة وللدّيانة المسيحيّة، هذا ما يؤكّده بشاره الزّغبيّ وكريستيان طوق.

وفي ظلّ التّطوّر التّكنولوجيّ واستحواذ مواقع التّواصل الاجتماعيّ على حياتنا، يتناسى المؤمنون الصّلاة فيتلهّون بالتقاط الصّور في هذه المناسبات الدّينية لنشرها عبر حساباتهم الخاصّة، نسبة لرانيا أبو حنّا.

يتحضّر الجميع لاستقبال المسيح بعد أيّام قليلة، فكم هي جميلة هذه الحماسة الّتي تغمر الكبار والصّغار، وكم هو جميلٌ لو يختبر كلّ واحد منهم المعنى الحقيقيّ للعيد من دون التّأثر بالعوامل الخارجيّة الّتي طغت على حياتهم فأفقدت العيد جوهره الأساسيّ.