ثقافة ومجتمع
17 كانون الثاني 2017, 14:00

خاصّ- قتل النّورس.. حلٌّ يولّد أزمة بيئيّة جديدة؟!

تمارا شقير
هو طيرٌ مائيّ جميل تتأرجح ألوان ريشه بين الرّماديّ والأبيض النّاصع.. هو طيرُ النّورس الّذي ظهر في الآونة الأخيرة محلِّقًا فوق مطار بيروت الدوليّ والذّي قررت الدولة اللّبنانيّة القضاء عليه وقتله حفاظًا على سلامة الطّيران.

تُشّكل المطامر ومكبّات النّفايات عادةً عامل جذب للطّيور، وخصوصًا طيور النّورس الّتي تتغذى من هذه النّفايات، فمكبّ الكوستا برافا المجاور لمطار رفيق الحريري الدوليّ الّذي استُحدث منذ أشهر إثر أزمة النّفايات شدّ إليه هذه الطّيور محدثًا أزمة جديدة هدّدت سلامة الطّائرات.

على إثر هذه المعضلة البيئيّة، شكّلت الحكومة اللّبنانيّة إذًا خليّة أزمة لمعالجة الموضوع وقرّرت اتّخاذ تدابير مختلفة للحدّ من هذه المشكلة كاستعمال المفرقعات والألعاب النّاريّة أو استعمال آلات تصدر أصواتًا تمنع الطّيور من الاقتراب من مدرج مطار بيروت. ولكن سرعان ما خولفت هذه التّدابير وفوجئ اللّبنانيّون بإطلاق النّار على الطّيور.

فيوم السّبت الواقع فيه 14 كانون الثّانيّ/ يناير 2017، لبّى متطوّعون نداء شركة طيران الشّرق الأوسط والدولة اللّبنانيّة وتوّجهوا إلى الشاطئ المحاذي لمطار بيروت الدّوليّ، وتحديدًا بالقرب من مصبّ نهر الغدير الغارق في المجارير، وبدأوا باطلاق النّار على الطّيور من دون رحمة وقضوا على هذا الطّير المهدّد بالإنقراض.

إنطلاقًا من هنا، جال موقع "نورنيوز" على عدد من المواطنين للإطلاع على آرائهم حول هذا الموضوع، فتفاوتت الآراء بين مؤيدة ومعارضة.

رامي درغام مثلاً قال إنّ المشكلة الأساسيّة تكمن في النّفايات معتبرًا أنّ قرار الدولة بقتل الطّيور هو حاليًّا الأنسب والأسرع. وأضاف أنّ سلامة الطائرات والمسافرين هي أهمّ من سلامة الطّيور.

أما فيدا نصير فهي ضدّ قتل طيور النّورس وتقول إنّه من المفترض إيجاد حلول للنّفايات تفاديًّا للنتائج السّلبيّة.

بدوره جوزيف مراد يعتبر أنّ ما جرى هو بمثابة مجزرة ورأى أنّه كان من الممكن إيجاد حلول بديلة أبسطها تبديل إتّجاه المدرج.

قانون الصّيد اللّبنانيّ يُحرّم عادةً اصطياد طيور النّورس، فما كان موقف الحركة البيئيّة اللّبنانيّة في ظلّ ظاهرة القتل هذه؟

"هي مجزرة بكلّ ما للكلمة من معنى"، بهذه الكلمات وصف رئيس الحركة البيئيّة اللّبنانيّة بول أبي راشد ظاهرة قتل طيور النّورس خلال حديثه مع موقعنا لافتًا إلى أنّ لبنان خالف قواعد الإتفاق بشأن الحفاظ على طيور الماء المهاجرة إفريقيّة- الأورو آسيوية "The Agreement on the Conservation of African-Eurasian Migratory Water birds" وهو اتفاق عالميّ وقّع عليه لحماية الطّيور المائيّة. وأضاف أبي راشد أنّ "المشكلة لن تتوقف هنا، إذ أنّ المطمر سيجذب لحين اقفاله الكثير من الطّيور خصوصًا أنّ عددًا كبيرًا منها يزور لبنان سنويًّا" مشيرًا إلى أنّه "لا بُدّ من ايجاد حلّ جذري للحدّ من أزمة النّفايات".

بادرة خير أقدم عليها قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا حسن حمدان للحدّ من مشكلة طيور النّورس والحفاظ على سلامة الطّيران والمسافرين فوقّع أمس قرار اقفال مطمر الكوستا برافا ابتداءًا من الأربعاء 25 من الشّهر الجاريّ. ولكن هذا الحلّ المقدّم "زاد الطّين بلّة"، فهل ستعود أزمة النّفايات من جديد؟