دينيّة
25 نيسان 2021, 07:00

خاصّ- كرم: أعمال الرّسل بغياب يسوع هي عقيمة

غلوريا بو خليل
آفاقٌ جديدة تنقشع أمام الرّسل في سفينة حياتهم بعد أن تشرذموا فجمعهم يسوع على مائدته لينطلقوا من جديد بثقة وإيمان، مكتسبين نعمة فرح القيامة وشاعرين بعناية يسوع وحنانه. فهم حتّى عندما فشلوا كان يسوع حاضرًا، كذلك ها نحن نستشفّ حضوره في حياتنا، بخاصّة في لحظات فشلنا وخوفنا وقلقنا على مصيرنا، على غرار الرّسل في ذاك الوقت.

ولكي نمتلئ من إيجابيّة هذا اللّقاء الآسر في الأحد الرّابع من زمن القيامة الّذي يتحدّث عن ظهور يسوع للرّسل على البحيرة للقدّيس يوحنّا (21: 1- 14)، كان لنا حديث تأمّليّ روحيّ مع كاهن رعيّة بشللّي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم الّذي استهلّ تأمّله قائلًا: "ظهور يسوع بعد قيامته من الموت كما كان اعتلانه في بدء الرّسالة، يكشف لنا التّواصل بين اعتلان الرّبّ على الأرض وتجلّيه بعد القيامة في المجد. وتدخّل يسوع بطلبه من التّلاميذ أن يلقوا الشّبكة والنّجاح الفائق الطّبيعيّ للصّيد، يكشف في هذا النّص الدّور الخاصّ لسمعان بطرس.

 

هكذا نرى أنّ عودة التّلاميذ إلى عملهم السّابق كصيّادين للسّمك، ليس إلّا تلميحًا على تبدّد الرّسل بعد موت الرّبّ يسوع وقد أعلن ذلك في يوحنّا: "كلّ واحد عاد إلى عمله السّابق." (يوحنّا 16: 32). حيث يدلّ الفشل في الصّيد والعقم في النّشاط إلى أنّ أعمال الرّسل بغياب يسوع هي عقيمة."

 

وتابع موضحًا "أنّنا أمام حدث يقدّم لنا تجلّي يسوع ومرافقته الرّسل وتوصيته لهم قبل إرسال سمعان بطرس كراعي للكنيسة. وإنّ عدم معرفة الرّبّ يسوع القائم من الموت يعني تبديل أجساد القيامة: إنّه جسد روحانيّ ممجّد لا يخضع لمعطيات المادّة! هذا ما نقرأه في نصوص متعدّدة في الكتاب المقدّس يكشف لنا تجلّي يسوع في جسده الممجّد وقد يأخذ أشكال متعدّدة. ففي هذا النّصّ لا يمكن اكتشاف حضور يسوع إن كان بجسده أو بالكلمة؛ لكن الآية هي الّتي فتحت عينيّ التّلميذ الّذي كان يسوع يحبّه أيّ يوحنّا الحبيب.".

 

وأكمل كاهن رعيّة بشلّلي موضحًا أنّ سمعان بطرس "عاد إلى الشّبكة طاعةً لكلمة الرّبّ يسوع، وهو يتمّم عمله كراعٍ في جذب الشّبكة وقد حوت في طيّاتها مئة وثلاثة وخمسين سمكة. حسب القدّيس إيرونيموس هذا العدد يرمز إلى الملء والشّموليّة. الشّموليّة والخصوبة في الصّيد، عمل تحقّق مسبقًا وهو يرمز إلى برنامج الرّسل حسب ما نقرأ: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس." (متّى 28: 19). وعند جذب الشّبكة دعا يسوع تلاميذه إلى الغذاء من خبزٍ وسمك، وبطريقةٍ عجائبيّة قد جهّز لهم الرّبّ كلّ شيء قبل أن يجذبوا الشّبكة إلى البرّ."

 

وأضاف "إنّ ما هيّأه الرّبّ يسوع يرمز إلى عناصر الطّعام الإفخارستيّ حسب الكلام، رفع الخبز، وناولهم بنفس الطّريقة في آية تكثير الخبز؛ "وأخذ يسوع الأرغفة وشكر، ووزّع على التّلاميذ، والتّلاميذ أعطوا المتّكئين. وكذلك من السّمكتين بقدر ما شاءوا." (يوحنّا 21: 6- 11). فحسب علوم الأيقونات، إنّ الخبز والسّمك يرمزان إلى المائدة الإفخارستيّة."

 

وإختتم الخوري كرم تأمّله الرّوحيّ مشدّدًا على أنّه "على المؤمنين أن يدركوا أنّ يسوع الممجّد هو دائمًا في إنتظارهم وهو يجهّز لهم المائدة الإفخارستيّة الّتي تغذّي نفوسهم، ومن خلالها يمكنهم أن يكتشفوا حضوره "هذا هو الرّبّ"، متوجّهًا إلى القارئ بأسئلة للتّفكير والاتّعاظ: "هل تبني علاقة شخصيّة مع المسيح القائم من الموت وهل تستجيب لنداءاته من أجل البشارة وجذب النّفوس بشبكة الكلمة؟ هل تجاهر بإيمانك وتعترف أنّ طاعة يسوع، تدجّجك بأسلحة روحيّة من أجل بناء شعب الله؟".