خيرالله في الدّنح: نحن قادرون على تغيير العالم الّذي نعيش فيه

"نحتفل اليوم مع الكنيسة بعيد الدّنح، عيد ظهور يسوع المسيح الّذي تجلّى بألوهيّته.. وكما سمعنا في إنجيل لوقا الّذي تحدّث عن هيرودوس الّذي عاش في الشّرّ وأضاف إليه شرورًا أخرى، كذلك نحن عشنا في عالم الشّرّ والشّرّير. مار بولس يقول: نحن كنّا مستعبدين للخطيئة والشّرّ وكنّا نسمح لأنفسنا أن نقترف كلّ الخطايا وكلّ الشّرور من دون أن نعي ذلك، لكن عندما تجلّى المسيح بألوهيّته وتجلّت محبّة الله اللّامتناهية لنا، خلقنا من جديد وها هي ولادتنا الثّانية. وكما أنّ تجلّي الرّبّ يسوع المسيح غيّر تاريخ البشر ومسار البشر وخلق عالمًا جديدًا، عالم محبّة وسلام وعدالة ومصالحة وصفح وغفران، نحن اليوم، في الموقف نفسه، بعد أن عشنا سابقًا في الشّرّ وكنّا مستعبدين لكلّ الشّرور والفساد والفاسدين وقد نكون قد سمحنا لأنفسنا بالقيام بما هو أبشع ممّا قام به هيرودوس ولن أسمّي الأشياء بأسمائها ولكن في هذا العيد اليوم الّذي نحتفل فيه بولادتنا الثّانية، أصبحنا في عالم جديد ولم يعد مسموحًا أن نستمرّ بعيشنا في عالمنا السّابق بل هناك ما يجب أن يتغيّر، والتّغيير يبدأ منّا ونحن قادرون على تغيير العالم الّذي نعيش فيه.

هذا إيماننا وهذا رجاؤنا بالمسيح، اليوم وكلّ يوم حتّى نطلب من الرّبّ أن يحلّ رحمته علينا من جديد، ومحبّته اللّامتناهية ونحن، من نور المسيح الّذي تجلّى بألوهيّته في مثل هذا النّهار، نقتبس نورًا جديدًا ونسير في النّور ما دام لنا نور، فلا نبقى في الظّلمة وفي عالم الظّلمة والشّرّ.

نحن جميعًا، إذا عشنا فعلاً هذا الالتزام نستطيع أن نغيّر العالم الّذي نعيش فيه، وقادرون على التّغيير بفضلنا وبفضل كلّ فرد منّا، بفضل شبيبتنا بنوع خاصّ لأنّهم يحملون رجاء المستقبل وقادرون على بناء مستقبل لهم على أرضنا المقدّسة في وطننا لبنان، وطن الرّسالة، في مجتمعهم الّذي يجب أن يكون مجتمعًا على قدر طموحاتهم، مجتمع يعيشون فيه مع كلّ المواطنين بحرّيّة وكرامة ومحبّة واحترام متبادل".