دينيّة
03 كانون الثاني 2019, 08:48

دايم دايم مع يسوع - عيد الغطاس

"إن كان أحد لا يولد من الماء والرّوح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح روح هو."

وأيّة عظمة منحنا الله بسرّ المعموديّة، هو الذي ظهر للعالم يوم اعتمد في نهر الأردن على يد يوحنّا المعمدان الذي كان يبشّر بملكوت الله داعياً إلى التوبة والمعموديّة لأجل الاغتسال من الخطيئة، فأشرق نورالمسيح يومها وانفتحت السماء فوقه ونزل الروح القدس عليه، فقدّمه الآب قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، فكان بذلك ظهور الثالوث الأقدس للمرّة الأولى، وبداية عهد جديد بين السماء والأرض ودخول الله في شركة جديدة مع البشر من خلال ابنه يسوع رأس البشريّة جمعاء.
 وهكذا بات المسيحيون يحتفلون بعيد الدنح أو ما يعرف بالغطاس في السادس من كانون الثاني من كلّ عام، ليصبح سرّ المعموديّة مقدّساً في الكنيسة بحيث أعطيت الماء بعد اعتماد يسوع قوة تمنح الحياة الروحية وتلبس كلّ من قبل هذا السرّ المسيح، فتكون باب العبور إلى الخلاص لا بل ولادة جديدة لكلّ مؤمن تطهّر النفس والجسد.
 
لذا يختار المسيحيّون بغالبيّتهم هذا اليوم لمنح المواليد الجدد سرّ العماد في رتبة خاصّة. كما وترافق هذا العيد تقاليد عديدة لا يزال الكثيرون يحافظون عليها. مثل إضاءة مصابيح المنازل، فيمرّ المسيح في منتصف الليل ويبارك الأسر التي انتظرته ساهرة بسرور وفرح، فيردّدون عبارة "دايم دايم" أي ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً. كما يقال أنّ الأشجار تسجد للمسيح عند مروره ما عدا شجرة التوت التي ينسبونها للكبرياء فينتقمون منها بتكسير حطبها وإشعاله في تلك الليلة بنوع خاص. وتشمل بركة المسيح في مروره مُؤن العائلات ومدَّخراتها.
 
كما في عيد الغطاس تطهّر الماء فتتجدّد، لذا نرى كهنة الرعايا يطوفون على المنازل فيرشّونها بالماء المقدّس.
 
هذا وتُصنع الحلويات الخاصّة بالمناسبة وأشهرها الزلابية والعوَّمات، والمعكرون والمشبّك وكعكة الملوك.