علوم
29 آب 2017, 07:14

دراسة أميركية تحذر البشرية من “الشتاء النووي”

في أحدث محاكاة حاسوبية للآثار القاتلة التي أعقبت اصطدام كويكب بأرضنا قبل نحو 66 مليون سنة، افترض علماء أن الشتاء النووي عم كوكبنا لمدة عامين مسبباً الانقراض الجماعي للكائنات، وفق ما أشار الموقع العلمي المتخصص phys.org في 21 آب الجاري.

وعلى الرغم من أن فرضية الشتاء النووي ظهرت للمرة الأولى منذ نحو 35 عاما، لم يتضح إلى الآن السيناريو الدقيق والمفصل لهذه الكارثة التي أدت، وفقا للعلماء، إلى مقتل 75 بالمئة‏ من الكائنات الحية على الكرة الأرضية بنهاية الـ”عصر الطباشيري”، وساهم في الانقراض الجماعي الذي شهد نهاية عصر الديناصورات.

تغيرات مناخية تسلسلية

وأكدت الدراسة الأخيرة التي أجراها علماء من “المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي” National Center for Atmospheric Research المعروف اختصارا بـ NCAR في ولاية كولورادو الأميركية بدعم من وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” و”جامعة كولورادو بولدر” University of Colorado Boulder، طبقت خلالها المكاحاة الحاسوبية الدقيقة، أكدت أن اصطدام كويكب بعرض 10 كيلومرات بالأرض في منطقة شبه جزيرة “يوكاتان” Yucatán الحالية حينذاك، أحدث انفجارا هائلا تسبب بإحداث تغيرات مناخية تسلسلية لا في المنطقة المحيطة بالجزيرة فحسب، بل حول العالم أجمع.

وبحسب الدراسة، فقد أدى سقوط الكويكب الضخم وانفجاره إلى إطلاق ما لا يقل عن 15 مليون طن من السناج (السخام والدخان الأسود) والغبار إلى الغلاف الجوي، إضافة إلى تلك الكميات من السناج والغبار والبخار التي نتجت عن تبخر الصخور واندلاع حرائق الغابات على نطاق واسع وثوران البراكين والزلازل جراء الاصطدام.

استنفاد طبقة الأوزون

وارتفعت هذه الكميات من الملوثات الجوية عاليا إلى الغلاف الجوي، وغطت السماء باللون الأسود حاجبة معظم أشعة الشمس لمدة ما لا تقل عن سنة ونصف السنة، وهذا ما أدى تدريجيا إلى موت النباتات والعوالق النباتية التي لم تعد قادرة على عملية التمثيل الضوئي.

ومن ثم، مقتل الحيوانات والكائنات البرية والبحرية، التي كانت تتغذى على هذه النباتات والعوالق النباتية.

وأكد كبير الباحثين في NCAR، تشارلز باردين Charles Bardeen، أن انقراض الحيوانات التي عاشت على الأرض، بما فيها الديناصورات، حدث بسبب الانفجار وآثاره المدمرة.

الأشعة فوق البنفسجية

لكن استنفاد طبقة الأوزون جراء امتصاص الدخان حرارة الشمس وتسخين الغلاف الجوي إلى نحو200 درجة مئوية، بحيث بات من الممكن وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، أصبح اختبارا آخر للكائنات الحية، حتى تلك التي كان يمكن أن تنجو تحت الأرض أو الماء.

وتم نشر الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

وأشار العلماء إلى أن هذه المحاكاة تساعد على تبيان عواقب اصطدام جسم فضائي كبير بالأرض، وتحذر البشرية من الشتاء النووي المفترض في حال عدم نجاحها في الحيلولة دون وقوع حرب باستخدام السلاح النووي.