درويش إستقبل وفدا من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي: نعمل لإعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم
وكان في استقبال الوفد الى جانب المطران درويش الوزير السابق سليم جريصاتي، النائب الفرنسي من أصل لبناني ايلي عبود، ميشال سكاف، قاضي التحقيق الأول في البقاع نقولا منصور ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشرق الدكتور انطوان معلوف.
بداية القى درويش كلمة رحب فيها بالوفد وقال: "اليوم فرحة عظيمة تملأ قلوبنا، 30 شخصية وبينكم عدد كبير من نواب، وأعضاء مجلس الشيوخ، وممثلون عن المجالس الإقليمية التي قامت بدور سياسي رئيسي وتواصل القيام به، ومؤسسات دينية، وكذلك عدد من أعضاء التنسيقية الفرنسية لمسيحيي المشرق وصحافيون، أهلا وسهلا بكم في مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، هذه الأبرشية التي تحميها منذ أوائل القرن الثامن عشر سيدة النجاة، والتي كانت ولا تزال الملجأ لكل اللبنانيين في أصعب الأوقات".
أضاف: "تقع مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك جغرافيا في قلب مدينة زحلة، وتشكل مثالا للتعايش بين الطوائف اللبنانية المختلفة. صحيح أن زحلة هي مدينة مسيحية، ولكنها منفتحة أيضا على جميع الصلوات، ولذلك إعتبرت عاصمة البقاع، هذه المنطقة المتعددة الأديان. نحن هنا نريد أن نقول إننا سعداء جدا لاستقبال اللاجئين السوريين خلال هذه الفترة، وإننا نأمل بكل إخلاص أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم عندما يعود الهدوء إليها".
وتابع: "بالعودة إلى أبرشيتنا، فالجدير بالذكر أنها قد قامت بمهمة التوفيق والمصالحة والأخوة، إذ أنها في جميع الأوقات فتحت أبوابها للقاءات تاريخية، خلال الحروب الأهلية، ولاستقبال ممثلي جميع الطوائف، وبهذه الطريقة ساهمت في إعادة السلام إلى البقاع، وإبعاد شبح الحروب عن الأشقاء".
وأردف: "كانت هذه الاجتماعات تدعو إلى الاتفاق، والتعاون والوحدة، وإلى العيش كعائلة واحدة متحدة، مثل فروع الأرز الخالدة، مؤمنة بإله واحد، ومتعلقة بلبنان الذي يحمل رسالة إنسانية ورمزا للحضارة الكوكبية. يحتاج لبنان في الوقت الحالي إلى مراجعة دستوره ليجعل أسسه أقوى وأكثر إنصافا لأن الصراعات والحروب التي تجتاح المنطقة والشرق الأوسط، أثرت عليه وأرهقت الشعب اللبناني".
ولفت درويش الى أن "الشعب اللبناني الملتزم جدا بقيم السلام والإخوة والحرية، يمكنه أن يقدم للعالم كله مثالا جيدا للتوازن والاعتدال. هذه الطاقة الإنسانية يمكنها أن تصبح عامل إستقرار لمجتمعات العالم العربي. ففي هذا المجال يمكن لفرنسا هذه الأمة العظيمة أن تقوم بدور قيادي بدور مبني على إحترام المصالح الحقيقية لشعوب المنطقة وحقوقها في الحرية والكرامة. وفي هذا الصدد، ندعو اليوم فرنسا إلى القيام بمهمة ذات أهمية خاصة، لأنها كانت دائما مفتوحة لجميع الأطراف وعلى مسافة واحدة من مختلف الطوائف".
وقال: "في الواقع هذه السياسة الحكيمة والمعتدلة قد سمحت لها بأن تكون عامل توحيد وإتفاق في لبنان، وأود أن أتحدث إليكم جميعا أيها السادة النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، وممثلو المجالس الإقليمية، والمؤسسات الدينية، وأعضاء التنسيقية الفرنسية لمسيحيي المشرق وممثلو وسائل الإعلام وأدعوكم للقيام شخصيا بدور توفيقي بين مختلف الأطراف اللبنانية، فإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية يؤدي بالتأكيد إلى وضع قانون إنتخابي جديد من شأنه أن يوفر لجميع الطوائف الدينية، بما فيها الطائفة المسيحية، فرصة لتكون ممثلة بطريقة عادلة ومنصفة. نحن لا نزال نصر مرة أخرى على أهمية عودة اللاجئين في أقرب وقت ممكن إلى بلادهم".
وفي رد على أسئلة الصحافيين حول موضوع توطين السوريين في البقاع قال: "المطرانية لم ولن تعمل من أجل التوطين، الوفود الفرنسية الأصدقاء الفرنسيون من مسؤولين وغير مسؤولين يؤمون هذه المطرانية لكي نعمل معهم من أجل السلام في سوريا لكي يعود اللاجئون السوريون الى ديارهم في أقرب وقت ممكن، وأنا شخصيا التقي دائما مع اللاجئين وهم متعطشون أكثر منا ليعودوا الى بلادهم متى عم السلام."
وحول سؤال عن الإنتخابات البلدية في زحلة قال درويش: "نريد زحلة مدينة على مستوى المدن العالمية، من هذا المنطلق نتمنى أن نضع يدنا بيد الجميع للوصول الى توافق في زحلة بين كل القوى، لنتساعد كل حسب طريقته لتكون زحلة مدينة مميزة في لبنان وفي الشرق، نحن على مسافة واحدة من الجميع، ونتمنى أن يجتمع كل الفرقاء ويؤسسوا معا بلدية ناجحة تليق بزحلة وأهلها".
وفي الختام، أقام درويش مأدبة غداء في المطرانية على شرف الوفد الفرنسي.