لبنان
03 حزيران 2020, 08:40

درويش: تيلي لوميار استجابت لدعوة يسوع لمّا قال لتلاميذه "إذهبوا وبشروا كل الأمم"

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش بالقدّاس الإلهيّ في مقام سيّدة زحلة والبقاع بمناسبة أحد العنصرة والعيد الـ30 لمحطة تيلي لوميار وختام الشّهر المريميّ، عاونه فيه الأبوان طوني الفحل وأومير عبيدي، وخدمته جوقة القدّيس يوحنّا بقيادة أسعد بشارة، بحضور أسرة تيلي لوميار في زحلة وعدد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة تطرّق فيها إلى المناسبات الثّلاث، وهنّأ محطة تيلي لوميار بيوبيلها اللّؤلؤيّ، فقال : 

"ننهي اليوم احتفالات شهر أيّار المريميّ، كانت الصّلوات هذه السّنة عبر التّواصل الاجتماعيّة وقد افتقدنا في هذا المقام، وجود المؤمنين معنا، لكنّني على يقين بأنّ مريم العذراء لم تغب عنّا، فقد كانت موجودة مع كلّ واحد منكم أيّها الأحبّاء. اليوم نطلب مع كلّ المؤمنين والمؤمنات، شفاعة أمّنا مريم لتصون شعبنا، بخاصة من جائحة كوفيد 19. 

إنّ مريم العذراء، سيّدة زحلة ولبنان وشفيعة المسيحيّين، تتضرّع لأجلنا وهي تقف اليوم من جديد أمام صليب يسوع، لتنقذ العالم من هذا الوباء الذي صلب العالم كلَّهُ. 

لقد كانت مريم خادمة أمينة ليسوع وتلميذة مثاليّة له، فلنطلب منها اليوم أن تتشفع لنا في هذا الوقت الصّعب الذي يمرّ به العالم، كما أنّنا نسألها أن تساعدنا لنمضي برسالتنا قدمًا، لنحدث تغييرًا في العالم.

أود في نهاية هذا الشّهر أن أشكر القيّمين على هذا المقام، الأب ايلي بوشعيا واللّجنة المشرفة معه، كما أشكر كلّ الآباء الكهنة الذين تعاقبوا على خدمة القداديس الإلهيّة خلال هذا الشّهر، والذين ساهموا بنقل الصّلوات عبر التّواصل الاجتماعيّ." 

وأضاف: "نقيم القدّاس الإلهيّ في عيد العنصرة على نيّة محطة "تيلي لوميار" وعلى نيّة مؤسّسها وإدارتها وجميع العاملين فيها. لقد تأسّست محطة تيلي لوميار لتُعرِّف النّاسَ على كلمة الله، وتعطيهم الرّجاء وهي تدعوهم باستمرار للّجوء إلى الله، لكي يحرّرهم من الإحباط الذي يعيشونه. وقد عرفَتْ هذه القناة، بفضل العاملين فيها والدّاعمين لها، أن تدخل إلى كلّ بيت في لبنان والدّول العربية وبلاد الاغتراب، فنشرت الحقيقة بأمانة وشفافيّة، وهي بذلك، استجابت لدعوة يسوع لمّا قال لتلاميذه: "إذهبوا وبشّروا كلّ الأمم..".

ما أتمنّاه لها اليوم في عيدها الثّلاثين، أن تعمل على انخراط أكثر في شؤون النّاس اليوميّة، وتعمل على إيصال معاناة النّاس إلى المسؤولين في الكنيسة وفي الدّولة. أتمنّى أن تكون تيلي لوميار والمحطّات التّابعة لها، صوت الفقراء والمحتاجين والمرضى والمتعبين. بهذا فقط يمكنها أن تكون محطة النّور الذي لا يغرب وحاملة رسالة الإنجيل إلى العالم كله." 

وعن عيد العنصرة قال: "اليوم أيضًا نحتفل بحلول الرّوح القدس على التّلاميذ وبالتّالي على كلّ المؤمنين والمؤمنات ونسمّي هذا العيد بعيد العنصرة. نجد في التّاريخ أنّ عيدي الفصح والعنصرة، كان يُحتفل بهما في فلسطين، فالفصح هو بداية الرّبيع والعنصرة هو بداية حصاد القمح. 

أمّا الشّعب اليهوديّ فربط العيدين بتاريخ الخلاص وصار الفصح ذكرى الخروج من مصر والعبور إلى أرض الميعاد، والعنصرة عندهم كانت ذكرى تسلّمهم الوصايا في جبل سيناء.

بالنّسبة لنا نحن المسيحيّين، الفصح هو عيد قيامة المسيح من بين الأموات والعنصرة هو عيد إرسال الرّوح القدس، ومن خلاله يكتمل عمل الخلاص الذي بدأ بالبشارة وانتهى بحلول الرّوح القدس.

لقد تحقق وعدُ يسوعَ المسيح فأرسلَ الرّوحَ القدس، وأعطى التّلاميذ، النّورَ والقوةَ والحكمة اللّازمة، ليُقيموا رسلًا في كلّ مكان وليعلنوا البشارة لكلّ العالم.

قال يسوع عن الرّوح القدس بأنّه المعزّي وبأنّه روح الحقّ: "متى جاء هو روح الحقّ، فإنّه يرشدكم إلى الحقيقة" (يو15/26). كما أنّه أوضح بأنّ الرّوح سيشهد له "فهو يشهد لي" (يو15/26)، وأضاف بأنّكم أنتم أيضًا ستشهدون لي. هذا يعني بأنّ العنصرة هي أوّلًا شهادة إلهيّة لأنّها تأتي من سرّ الثّالوث المقدّس وهي أيضًا شهادة بشريّة أبطالها تلاميذ يسوع الذين اختبروا حضوره فيما بينهم.

نحن مدعوّون لنكتشف باستمرار عمل الرّوح القدس في حياتنا وفي مجتمعنا وفي تقاليدنا وثقافاتنا، فهو يزرع فينا كلمة الله ويجعل من تربة حياتنا أرضًا خصبة لتثمرَ بشارة حسنة في مجتمعنا.

في هذا اليوم الذي نحتفل به بذكرى ولادة الكنيسة، نريد أن نعرب عن شكرنا للرّبّ على عائلتنا الكبيرة التي هي الكنيسة، التي أعطت عبر تاريخها شهداء وقدّيسين ومعترفين، غيّروا وجه البشريّة وجعلوها أقرب إلى الخالق.

ما زالت الكنيسة تبعث فينا روح الله فلنطلب من الله أن يجدد روحه فينا ويوقد فينا نار حبّه، ويجدّد وجه الأرض، ويشفينا من هذا الوباء الذي اجتاح أرضنا، بشفاعة مريم العذراء الفائقة القداسة. آمين."