علوم
18 تموز 2022, 07:20

دلافين تتعرّف إلى أصدقائها عبر التذوق!

تيلي لوميار/ نورسات
تستخدم الدلافين إشارات متنوعة، منها صفارات مميزة، لتشكيل وعي معقد بالآخرين في عقولها.

يعتمد البشر على مجموعة من العلامات للتعرّف إلى أصدقائهم، منها الابتسامة والصوت وطريقة الكلام. ويُدرك علماء الأحياء البحرية منذ زمن طويل أن الدلافين تكوِّن صداقات متينة مع أقرانها، وأنها تميّزهم من خلال صفارات مميزة.

تشير دراسة جديدة أُجريت على "الدلافين قارورية الأنف" أنها تستخدم حاسة التذوق لتمييز بول أصدقائها عن الآخرين. إذ يقول "جيسون بروك"، رئيس الدراسة وعالم أحياء بحرية لدى "جامعة سيفن أوستن" في تكساس، أن الدراسة لم تهدف في الأصل إلى تأكيد أن الدلافين تتعرّف إلى بعضها من خلال البول. فقد كان الهدف الأساسي للدراسة اختبار ما إذا كانت الدلافين تعتمد على الصفارات المميزة كما يعتمد البشر على الأسماء. وليتمكن من تأكيد ذلك، احتاج إلى طريقة أخرى تتعرّف بها الدلافين إلى بعضها. وللحصول على إجابة حول ما إذا كانت الدلافين تربط كل صفارة مميزة بدلفين معين، التفت بروك إلى مادة غير متوقعة: البول. لقد راقب هذا العالم الدلافين الحرة وهي تسبح بعزم في بؤر البول. لذا اشتبه بروك في أنها تجمع معلومات من البول. ويقول بروك أنها كانت محاولة ضعيفة ولم يتوقع نجاحها. لاحقًا، استخدم فريق بروك دلافين أسيرة، واكتشفوا أن الدلافين تبدي قدرًا أكبر من الاهتمام بصفارات وبول أصدقائها مقارنة بالأغراب. ويدل ذلك أنها تميز تلك الصفارات والبول وتعرف لمن تنتمي.

دلافين تتعرف إلى أصدقائها عبر التذوق!

يستشكف هذا "الدلفين قاروري الأنف" أرجاء الحوض الذي تغذيه مياه البحر لدى "دلفين كويست برمودا". الصورة:Christian Adair/Dolphin Quest

وتُعد هذه النتائج الدليل الأول على قدرة حيوان على التعرّف إلى نظرائه من ذات النوع من خلال حاسة التذوق. وتؤكد النتائج التي تُبين قدرة الدلافين على استخدام علامتين منفصلتين للتعرّف إلى الآخرين، أنها تمتلك فهمًا عميقًا لعائلاتها وأصدقائها تقريبًا مثل، البشر. يعلّق بروك: "لقد أُصبت بصدمة، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي؛ كأنها تقول: يا ربّاه، لقد نجحت".

خلال عامي 2016 و2017، راقب بروك وفريقه مجموعة من الدلافين قارورية الأنف في منشآت للتفاعل مع الدلافين في "برمودا" و"هاواي" بالولايات المتحدة. تُغذى أحواض هذه المنشآت من مياه البحر المالحة، لتحفيز إحساس الدلافين ببيئتها الطبيعية. وسعى الباحثون في البداية إلى اكتشاف قدرة الدلافين على رصد البول في ماء البحر. فقد فقدت الدلافين قارورية الأنف مع تطورها حاسة الشم، واكتسبت بدلًا منها ذائقة قوية. سكب الباحثون مياه مثلجة في الأحواض الفسيحة التي تضم دلافين فُصلت عن قطعانها حديثًا، وراقبوا رد فعل كل دلفين. الدلافين الفضولية التي اقتربت من الثلج لاستكشافه تم اختيارها للمشاركة في التجربة. التجربة التالية كانت لرصد رد فعل الدلافين على الثلج بالمقارنة مع البول، ومن ثم متابعة رد فعلها ورصد هل تتجاوب بشكل مختلف مع عينات البول القادمة من مصدر مجهول بالنسبة لها. بعدها سكب الباحثون عينتي بول تعود إحداهما إلى فرد تعرفه الدلافين الموجودة في الحوض. تفحصت الدلافين البول الذي ينتمي إلى الفرد الذي تعرفه في زمن يعادل ثلاثة أضعاف الوقت الذي قضته في فحص البول المجهول. يقول بروك أن الدلافين رغبت بالمشاركة، وأنها لم تحصل أي طعام مكافأة للمشاركة. ذلك أن الدلافين تصاب بالملل عادةً خلال تجارب بروك. ويضيف: "لقد كنا نستكشف جزءًا أصيلًا من عالمها".

 

المصدر: National Geographic