لبنان
25 آب 2022, 08:45

دير مار سمعان- أيطو احتفل بذكرى إبراز نذور رفقا مع المطرانين سويف ونجيم

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف على "أهمّيّة لقاء العائلة، الكبار مع الصّغار للصّلاة، بالأخصّ على نيّة المرضى في الجسد والرّوح والنّفس"، وذلك خلال مسيرة صلاة وتأمّل أقيمت في دير مار سمعان العموديّ- أيطو بالأمس، احتفالاً بذكرى نذور القدّيسة رفقا وبعيد مار سمعان العموديّ. وقد تمنّى "أن تكون هذه المسيرة للشّفاء الجسديّ والدّاخليّ، مسيرة من خلالها نعود ونفحص الضّمير متذكّرين مسيرة حياة كلّ واحد منّا"، داعيًا إلى عدم نسيان أنّ "الله موجود فينا وهو يجدّدنا ويرفعنا ويقوّينا ويمنحنا النّعمة الدّائمة لنكون على طريق القداسة ونشهد له في حياتنا اليوميّة."

بعد المسيرة، احتفل سويف بالذّبيحة الإلهيّة، في دير مار سمعان العموديّ- أيطو، بحضور المطران غي بولس نجيم، ووكيل دير مار أنطونيوس قزحيّا الأب ميخائيل فنيانوس، وخادم رعيّة مار سركيس وباخوس في أيطو الخوري برنارد ابراهيم، وفعاليّات البلدة وحشد من المؤمنين. وألقى بعد الإنجيل المقدّس عظة قال فيها: "بداية لا بدّ لي أن أتمنّى أن تكون ذكرى إبراز نذور القدّيسة رفقا مناسبة تضيف شيئًا من الفرح والإيمان على حياتنا جميعًا.

أودّ أن أشكر الرّبّ على حضوركم جميعًا لاسيّما حضور المطران غي نجيم الّذي برفقة الحركة المريميّة الرّسوليّة يعيش خبرة الرّسالة لفترة معيّنة في بعض قرى وبلدات أبرشيّتنا.

ونشكر الرّبّ أيضًا على الخدمة المتميّزة الّتي قدّمها المطران نجيم أكان في الأبرشيّة الّتي خدمها أو الجمعيّات الّتي أسّسها والّتي تمحورت حول خدمة الإنسان الموجوع والمتألّم، أو كمرجع أساسيّ وعميق وروحيّ في السّينودس المقدّس لكنيستنا المارونيّة.

في هذا المساء نشكر الرّبّ على حضور القدّيسة رفقا بتاريخ كنيستنا، ولمناسبة ذكرى إبراز نذورها نستمع جميعًا إلى كلمة روحيّة وتأمّليّة من المطران نجيم".

ثمّ كانت كلمة للمطران نجيم استهلّها بشكر سويف على كلامه النّابع من قلب محبّ وتابع: "في ذكرى احتفال القدّيسة رفقا بنذورها، لا بدّ لنا من أن نتذكّر نعمة الطّاعة الّتي تحلّت بها. فالحياة بحدّ ذاتها سرّ، في كلّ تفصيل من تفاصيلها هناك سرّ ما، كسر وجودنا على هذه الأرض، الّذي قد يكون في حناياه، سرّ أكثر عمقًا ألا وهو سرّ الألم.

نحن الّذين أدركنا أنّ الله محبّة نتساءل، لأيّ سبب يتألّم بعض النّاس. قد يكون الألم هو المشترك بين كلّ الجنس البشريّ، فليس هناك أيّ إنسان لم يختبر الألم، كلّ بدرجة معيّنة وبطريقة معيّنة.

السّرّ الأكبر أيضًا، هو قرار الله واختياره أن يتألّم، وما اختياره هذا إلّا لأنّه يدرك أنّنا جميعًا سنتعرّض للألم، ومن هنا وبسبب حبّه لنا أراد أن يشاركنا بساعة ضيقنا وألمنا.

في هذه المشاركة تحديدًا يكمن سرّ القدّيسة رفقا، الّتي أحبّت المسيح، وبسرّ علاقتها الشّخصيّة والعميقة مع يسوع ومعرفتها له تمكّنت أن تكون إلى جانبه في ساعة الضّيق والألم.

وهذا سرّ كبير ومخيف في الآن معًا، يخفينا هذا السّرّ لأنّنا نخاف من أنفسنا.

الله منح القدّيسة رفقا سرّ حبّ المسيح فاستطاعت من خلاله أن تتحمّل كلّ معاناتها وألمها.

وهنا لا أدري، ما هي طريقة تحمّلها لهذا الألم، لا أدري أيضًا كيف استطاعت أن تتقبّل كلّ هذا الألم، وهنا نعود إلى مفهوم السّرّ الممزوج بالألم والفرح والحبّ.

نصلّي اليوم، حتّى نتمكّن أن نسير على خطى القدّيسة رفقا ولو قليلاً، فنعرف كيف نتقبّل الالم محبّةً بالمسيح.

في هذا الدّير وفي قلب هذه الرّهبانيّة الّتي تسير على خطى القدّيسة رفقا ننظر إلى وجه رفقا فنعاين السّلام النّابع من محبّة المسيح.

نصلّي اليوم من أجل هذه الرّهبانيّة حتّى تجسّد بيننا وجه السّلام والتّخلّي والزّهد والتّقشّف، فتكون برفقة رفقا إلى جانب كلّ موجوع ومتألم.

في لبنان وخلال هذه الأيّام نعاين الألم والقهر والعذاب، وهنا نتعلّم من رفقا كيف نتحمّل كلّ هذه الأوجاع محبّة بالمسيح ورغبة بخلاص العالم فهذا هو الهدف الأساسيّ.

في الختام، نطلب من القدّيسة رفقا أن تعلّمنا كيف نسير على درب الخلاص بألم وسلام، فوجه رفقا يجذبنا لأنّه يشبهنا وقريب منّا".