رئيس الأساقفة أوزا يلقي مداخلة في الأمم المتحدة حول الوضع في الشرق الأوسط
ولم يُخف رئيس الأساقفة أوزا قلق الكرسي الرسولي حيال الأوضاع الراهنة حاليا في منطقة الشرق الأوسط، ولفت في هذا السياق إلى جهود "بطولية" يبذلها لبنان الذي يستضيف أعدادا كبيرة من النازحين القادمين من البلدان المجاورة هذا ناهيك عن أمن هذا البلد المهدد بسبب المنظمات المسلحة، وذكّر المسؤول الفاتيكاني الجميع بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تطالب بتجريد كل الأطراف غير الرسمية من السلاح. هذا فضلا عن أعمال الاضطهاد العرقي والديني وانتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها مناطق كثيرة من الشرق الأوسط.
في معرض حديثه عن الشأن الإسرائيلي ـ الفلسطيني أكد رئيس الأساقفة أوزا أن الكرسي الرسولي يدعم منذ العام 1974 حل الدولتين ويطالب بإنشاء دولة فلسطينية تعيش مع إسرائيل جنبا إلى جنب، كما يؤكد على ضرورة أن تجري مفاوضات مباشرة بين الطرفين المعنيين بهذا الصراع ـ أي الإسرائيليين والفلسطينيين ـ كيما تتكلل عملية السلام بالنجاح. واعتبر أن الجانبين مدعوان إلى تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلمي لا بديل عنه. وذكّر أوزا بأن البابا فرنسيس يدعو الطرفين إلى الإصغاء لصوت الحوار وإبداء النوايا الحسنة كي ينعم الشعبان بسلام يطوقان إليه منذ زمن بعيد.
هذا ثم أكد سيادته أن الاستخدام المشوّه للدين يساهم في إراقة المزيد من الدماء في منطقة الشرق الأوسط، وحثّ أيضا الجماعة الدولية، وبنوع خاص مجلس الأمن، على توفير الحماية للأقليات الدينية والعرقية المعرضة لخطر الإبادة في المنطقة، وقال إن التراث الثقافي والتاريخي للعديد من هذه الجماعات دُمر في الشرق الأوسط. بعدها لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الكرسي الرسولي يحث القادة الدينيين على التنديد بالعنف الممارس باسم الدين والسعي إلى ضبط أتباع الديانات التي يمثلونها والذين يلجؤون إلى اسم الله لتبرير أفعالهم المقيتة.
في الختام وإذ ذكّر رئيس الأساقفة أوزا بالصلاة التي رفعها البابا فرنسيس مؤخرا على نية ضحايا الهجمات الأخيرة في مصر وسورية، أشار إلى الزيارة المرتقب أن يقوم بها البابا إلى مصر يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري والتي يريد أن يؤكد من خلالها أن الحوار والتلاقي هما أفضل ترياق للعنف والحقد.