رئيس "عدل ورحمة" في اليوم العالميّ للّاعنف: لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون احترام الإنسان
ويتابع البيان: "بين الخضوع والانفجار، يعيش كثيرون حالة من الحيرة والتّشتّت، في مجتمعات أنهكها التّهميش والحرمان. لكن هل اللّاعنف، كخيار واعٍ، قادر على إحداث التّغيير الحقيقيّ، وهل يُمكن أن يُثمر نضالًا عادلًا يُحقّق كرامة الإنسان وحقوقه أسئلة نطرحها بإلحاح، أمام مشهد دوليّ وإقليميّ يزداد قتامة، حيث تتكاثر الحروب، ويُقابل الصّوت السّلميّ بالتّجاهل أو القمع".
وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "إنّ فلسفة اللّاعنف ليست ضعفًا أو حيادًا، بل هي تعبير عميق عن قوّة داخليّة، وعن إيمان ثابت بقيم السّلام والعدالة وكرامة الإنسان. اللّاعنف يقوم على السّلام الدّاخليّ، والقدرة على كبح جماح الغضب، ومواجهة الشّرّ بالمحبّة والثّبات، والانتصار على النّفس قبل الانتصار على الآخر. هو سلاح لا يُحمل بالأيدي، بل تحمله الإرادة، ويستلزم الشّجاعة والنُّبل والالتزام الأخلاقيّ والرّوحيّ."
أضاف: "اللّاعنف، اليوم، هو أكثر من مجرّد دعوة. إنّه نهج حياة ومسار عمل يسعى إلى ترسيخ الدّيموقراطيّة، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتّسامح والتّفاهم والتّضامن، داخل المجتمعات وفي ما بينها. وهو أيضًا دعوة حقيقيّة إلى الحوار البنّاء، وإلى البحث عن حلول مشتركة ومستدامة، بعيدًا من العنف والإقصاء".
تابع: "إنّنا في جمعيّة عدل ورحمة، نؤمن بأنّ اللّاعنف هو المدخل الأساسيّ إلى سلام عادل وشامل، وإلى تنمية تحترم التّنوّع الإنسانيّ، وتعزّز المشاركة والمواطنة الفاعلة. فلا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون احترام الإنسان في كرامته وحقوقه."
وختم: "في هذا اليوم، نرفع الصّوت من جديد، وندعو إلى الالتزام بثقافة اللّاعنف في كلّ مجالات الحياة: في الأسرة، في المدرسة، في العمل، وفي السّياسات العامّة. فبناء عالم أكثر سلامًا لا يتمّ إلّا من خلال التّربية على القيم الإنسانيّة، وعلى الإيمان بأنّ اللّاعنف ليس خيارًا موقّتًا، بل مسار مستدام يُنقذ المجتمعات من دوّامة العنف ويفتح الأفق أمام أجيال الغد".