علوم
13 نيسان 2021, 10:10

رحلة الفضاء البشرية الأولى خلقت "حقبة جديدة للإنسانية"

الأمم المتّحدة
احتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء يوم الاثنين، احتفاء بما أنجزه رواد الفضاء حيث قاموا بتوسعة الحدود الكونية، لكي تتمكن الحضارة من تجاوز الغلاف الجوي للأرض.

ففي 12 نيسان/أبريل من عام 1961، انطلقت رحلة رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين، وكانت أول رحلة فضائية بشرية على الإطلاق، وتمكنت من فتح الطريق لاستكشاف الفضاء لصالح البشرية جمعاء.

سيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (OOSA)، قالت في رسالتها بمناسبة هذا اليوم إنه قبل 60 عامًا، "بدأت حقبة جديدة للإنسانية - ولم تعد السماء هي الحد الأقصى الذي نصل إليه"، مشيرة إلى أن "رواد الفضاء هم مبعوثو البشرية جمعاء إلى الفضاء الخارجي، وهم يجسدون المواهب والمهارات والشجاعة؛ كما أنهم يقومون بتوسيع حدود ما يمكننا تحقيقه كحضارة".

وأضافت السيدة دي بيبو قائلة: "لقد غيرت رحلة الإنسان إلى الفضاء وجهة نظرنا حول الأرض والكون وحول أنفسنا".

 

دفع عجلة التنمية المستدامة

في عام 2011، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12 نيسان/أبريل يومًا دوليًّا للرحلة البشرية إلى الفضاء، وذلك من أجل الاحتفال "ببداية عصر الفضاء للبشرية، مؤكدة من جديد على أهمية مساهمة علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة الرفاهية للدول والشعوب، وكذلك ضمان تحقيق تطلعاتها في الحفاظ على الفضاء الخارجي للأغراض السلمية".

وتساهم التطبيقات الفضائية، بشكل مباشر أو غير مباشر، في العديد من أهداف التنمية المستدامة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد تقنيات الفضاء في تحسين إنتاج المحاصيل وزيادة كفاءة استخدام الأراضي والمياه والبذور والأسمدة والموارد الأخرى، وتعزيز الهدف الثاني المتعلق بالقضاء على الجوع.

وتعتبر هذه الابتكارات أكثر أهمية إذا ما نظرنا إلى التقديرات التي تشير إلى أن جائحة كورونا يمكن أن تدفع ما يقرب من 132 مليون شخص إلى الجوع، إضافة إلى أن حوالي 690 مليونًا على مستوى العالم ليس لديهم ما يكفي من الطعام.

 

مبعوث الفاو يجلب "منظورًا فريدًا"

وقامت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بتعيين رائد الفضاء الأوروبي، توما بيسكيه، سفيرًا للنوايا الحسنة يوم الاثنين. وذلك من أجل تسليط الضوء على أهمية أنظمة الأغذية الزراعية في العالم، وللمساعدة في جعلها أكثر مرونة وشمولية وكفاءة واستدامة.

وبوصفه مناصرًا للعمل المناخي، سلّط بيسكيه الضوء على آثار تغير المناخ ودعا إلى مزيد من الاحترام للبيئة مشيرًا إلى الرحلة التي قام بها في عامي 2016 و 2017 حيث أنه قضى 196 يومًا متتاليًا على متن محطة الفضاء الدولية (ISS).

وقال شو دونيو، المدير العام للفاو، إن رائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية يجلب "منظورًا فريدًا، من وجهة نظر الفضاء". وأضاف:

"على مر السنين، ساعد توما في زيادة الوعي بتأثير تغير المناخ على الزراعة، وأهمية الوصول إلى الأطعمة المغذية، ومدى أهمية إدارة مواردنا الطبيعية بحكمة وتقليل فقد الأغذية وهدرها".

 

"الأرض أيضا مركبة فضائية"

قبل إعلان تعيينه سفيرًا للنوايا الحسنة، قال رائد الفضاء الفرنسي إن رحلته الفضائية الأولى غيّرت بشكل جذري تصوره للتحديات التي يواجهها العالم، موضحًا أوجه التشابه بين كوكب الأرض وسفينة الفضاء. وأضاف قائلًا:

"بعد كل شيء، الأرض هي أيضا مركبة فضائية تطير عبر الفضاء بموارد محدودة. المشاكل هي نفسها - بيئة معادية عليك التعامل معها، وموارد محدودة يتعين عليك تشاطرها مع الآخرين، وهناك حاجة للتوافق مع أفراد الطاقم والعمل معًا لتحقيق أهدافك".

ويستعد بيسكيه لمهمته الثانية إلى محطة الفضاء الدولية، والتي من المقرّر أن تنطلق في 22 نيسان/أبريل وتستمر لمدة ستة أشهر.