العالم
16 نيسان 2024, 08:00

البابا فرنسيس في البلد المسلم الأكبر

تيلي لوميار/ نورسات
يتطلّع الكردينال إغناطيوس سوهاريو هاردجواتمودجو Ignatius Suharyo Hardjoatmodjo أسقف جاكرتا، إندونيسيا، إلى وصول البابا فرنسيس في أيلول (سبتمبر)، ويناقش وضع رعيّته الكاثوليكيّة الصغيرة في أكبر دولة إسلاميّة، والتعايش بين الأديان، وشهادة المسيحيّين الآسيويّين، في مقابلة مع "أخبار الفاتيكان".

في أيلول (سبتمبر) من هذا العام، وبمناسبة رحلته الرسوليّة الخامسة والأربعين إلى الخارج، ينطلق البابا فرنسيس في رحلة سريعة تشمل أربع دول عبر آسيا وأوقيانوسيا.

يزور البابا فرنسيس أوّلًا إندونيسيا، أكبر دولة ذات أغلبّية مسلمة في العالم، حيث يبلغ عدد الكاثوليك أكثر من 8 ملايين، أو 3.1 في المئة من السكّان. يمكث الأب الأقدس في عاصمتها جاكرتاما بين الثالث من أيلول والتاسع منه، قبل أن يواصل طريقه إلى بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقيّة وسنغافورة، في ما سيصير الرحلة الأطول لحبريّة البابا فرنسيس.  

منح الكردينال هاردجواتمودجو معلوماتٍ وافرة لـ"أخبار الفاتيكان" في مقابلةٍ واسعة أجرتها معه، نورد منها أبرز ما جاء فيها:

عن السؤال كيف يستقبل الكردينال سوهاريو زيارة البابا المقبلة بلادَه، أجاب: " بحماس شديد. لكنّ المجتمع الكاثوليكيّ ليس وحده المتحمّس لأخبار أنّ البابا فرنسيس سوف يزور إندونيسيا، بل الإمام الأكبر لمسجد الاستقلال، مسجد الدولة، كان من بين أوائل من أعلنوا عن الزيارة، أسابيع قليلة قبل إعلان الفاتيكان الرسميّ.

العلاقات بين الفاتيكان وإندونيسيا لها تاريخ طويل. الفاتيكان هو واحد من خمس دول اعترفت بإعلان استقلال إندونيسيا. في عام 1947، كان هناك بالفعل نيابة رسوليّة، هي اليوم سفارة، في جاكرتا.

أقول للجماعة الكاثوليكيّة، إنّ الحضور الجسديّ للبابا فرنسيس مهمّ جدّا، بينما أقول لهم ألا ينسوا أن يحاولوا دائما تعميق معرفتنا بتعاليمه، المعطاة لنا من خلال الرسائل العامّة المختلفة والإرشادات الرسوليّة...

ثمّ طلبت "أخبار الفاتيكن" من الكردينال سوهاريو أن يصف بعضًا من الحياة اليوميّة لجماعته الكاثوليكيّة الصغيرة التي تشكّل حوالى 3% من سكّان البلد ذي الغالبيّة المسلمة الأكبر في العالم. وهذه بعض مقتطفات الإجابة:

إندونيسيا بلد كبير جدًّا، يتكون ممّا يقرب من 17 ألف جزيرة، والعديد من القبائل، حيث يوجد أكثر من 1300 مجموعة عرقيّة، مع العديد من الثقافات والأديان. صحيح أنّ إندونيسيا هي الدولة التي تضمّ أكبر عدد من المسلمين في العالم. لكنّ الإسلام في إندونيسيا ليس هو نفسه الإسلام في مختلف البلدان الأخرى. في إندونيسيا، المنظّمتان الإسلاميّتان الأبرز هما المحمّديّة ونهضة العلماء، وكلتاهما منفتحة ومتسامحة للغاية. هذا ما يحدّد الحياة معًا كمواطنين...

في الأساس، هناك حريّة دينيّة في إندونيسيا، لكن الواقع في هذا المجال يختلف من مكان إلى آخر، وفي هذا الوقت، تبدو الدولة جادّة جدًّا في الحفاظ على الحريّة الدينيّة. لذلك، في حياتنا اليوميّة، نعيش كمواطنين عاديّين. نحن قادرون على العمل في مختلف المؤسّسات، بما في ذلك المؤسّسات الحكوميّة. في أيّام الأحد، يذهب الناس إلى الكنيسة. يتعيّن على البعض السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مكان العبادة. بشكل عامّ، يمكننا العيش في سلام مع جيراننا. صحيح أيضا أنّ عددًا ليس بقليل من الكاثوليك أصبحوا قادة المجتمع التعدّديّ، ويعملون في مؤسّسات الدولة في مناصب عليا...

في الواقع، هناك عدد غير قليل من العائلات التي يتكوّن أفرادها من أتباع ديانات مختلفة... هناك أيضا عدد غير قليل من الكهنة والرهبان الذين يأتون من عائلات مسلمة أو هندوسيّة أو بوذيّة...  

حروبٌ كثيرة تشلّ العالم، ولكن يبدو أنّ إندونيسيا تبدو كمثالٍ للعيش معًا المسالم، خصوصًا بين الأديان، ما سرّ ذلك؟ وهل من مجالات تحتاج إلى التحسين؟  

أجاب الكردينال، بطبيعة الحال عن هذا السؤال، ولكن، تابعوا معنا الإجابة في إطار الخبر عينه غدًا إن شاء الله لن المقابلة ليسة قصيرة كما سبق وذكرنا ومضمونها قيّم...