رحمة مثمّنًا دور كاريتاس: هي تحمل رسالة تضامن وأخوّة حقيقيّة بعيدًا عن أيّ تمييز طبقيّ
في بداية القدّاس، شكر رئيس الإقليم المونسنيور كيروز المطران رحمة على رعايته للقدّاس السّنويّ وعلى دعمه الدّائم، كما شكر عبّود على إدارته لكاريتاس وجهود وجهود أعضاء الإقليم والشّبيبة والفعاليّات المتضامنة مع رسالة كاريتاس.
أمّا المطران رحمة، وفي عظته بعد الإنجيل، فتحدّث عن البعد الإنجيليّ للسّلطة الّتي تُبنى على الخدمة لا على التّسلّط، مستشهدًا بقول المسيح: "جئتُ لأخدم لا لأُخدم"، وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "كاريتاس لبنان تجسّد هذا المبدأ من خلال عملها إلى جانب الفقراء والمحتاجين، إذ تحمل رسالة تضامن وأخوّة حقيقيّة بعيدًا عن أيّ تمييز طبقيّ."
وأشار إلى أنّ "الأزمة الاقتصاديّة الخانقة في السّنوات الأخيرة زادت حجم التّحدّيات، لكن كاريتاس واصلت رسالتها رغم الصّعوبات، بفضل دعم المتطوّعين والمانحين وجهود المسؤولين، وعلى رأسهم الأب ميشال عبّود والأب رولان، اللّذين بذلا تضحيات كبيرة لخدمة النّاس."
كما نوّه بالدّور التّاريخيّ لإقليم البقاع الشّماليّ والشّبيبة خلال النّزوح والتّهجير.
من جهته، شكر الأب عبّود، في ختام القدّاس، المطران رحمة وقال: "أحيّيكم جميعًا وأرحّب بكم في هذا اللّقاء المبارك، شاكرًا حضور المطران حنّا رحمة، وممثّلي الكنيسة، ورؤساء البلديّات، والمخاتير والمدنيّين، والرّهبان والرّاهبات، وفاعليّات المنطقة.
إنّ وجودكم معنا اليوم هو علامة محبّة وتضامن في زمن تكثر فيه التّحدّيات، أشكر الإقليم ورئيسه المونسنيور بول كيروز الّذين يقومون بعمل كبير في خدمة أهل المنطقة. نلتقي هنا لنشهد أنّ الكنيسة، من خلال كاريتاس، كانت وستبقى قلبًا نابضًا في وسط الأبرشيّات، حاضرة مع كلّ إنسان متألّم أو محتاج، بدون تمييز أو استثناء.
نحن أمام مسؤوليّة كبرى: أن نكون صوت من لا صوت له، وأن نحفظ كرامة الفقير، لأنّ الحاجة ليست عيبًا ولا الفقر خجلًا. لذلك نؤكّد مبدأ أساسيًّا: الأموال الّتي تصل إلى كاريتاس ليست للتّكديس، بل لتُعطى للآخرين، فبيوتنا مفتوحة وقلوبنا حاضرة، ورسالتنا أن نُشرك كلّ فريق وكلّ متطوّع في مسيرة الخدمة.
كاريتاس لبنان، الّتي تخطّت اليوم ثلاثة وخمسين عامًا من الرّسالة، تعمل في أكثر من تسعين مركزًا منتشرة على مساحة الوطن.
إنّ قيمة الإنسان الحقيقيّة لا تُقاس بالمناصب ولا بالمال، بل بما قدّمه من حبّ وخدمة للآخرين. سيحاسبنا الرّبّ في النّهاية على ما فعلناه "لأحد إخوتنا الصّغار"، فهو نفسه القائل: "كلّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصّغار فلي قد فعلتموه."
وإختتم كلمته قائلًا: "فلنستمرّ معًا، مدنيّين وكنسيّين، في هذه المسيرة المشتركة. ولتكن كاريتاس، كما كانت دومًا، بيت رحمة مفتوحًا، وحضورًا إنجيليًّا فعّالًا في قلب الكنيسة والمجتمع."
وبارك الأب عبّود، باسم كاريتاس، للمونسنيور كيروز على منحه رتبة خوراسقف من راعي الأبرشيّة.