رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المهرجان الخامس للعقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية
وطلب البابا من المشاركين في هذا الحدث الكنسي ألا يكونوا غير مبالين، ودعاهم إلى التضامن مع الآخرين لاسيما مع الفقراء والمتألمين، محذرا من مغبة الاستسلام إلى الأنانية. ورأى البابا فرنسيس في رسالته أن تحدي الواقع الراهن يتطلب منا تحقيق تبدل ما إذ إن الجميع يشعر بالحاجة إلى التغيير لأننا نعي وجود خلل ما في مجتمعاتنا المعاصرة. وأشار البابا في هذا السياق إلى انتشار الاستهلاكية وعبادة المال، وانعدام المساواة والعدالة، والتأقلم مع الفكر السائد، وقال إن كل هذه الأمور تشكل عبئا علينا أن نتخلّص منه كي نتمكن من استعادة كرامتنا مدركين أن الحلول للمشاكل الملموسة لا تأتي من المال بل عن طريق الأخوة والاهتمام بالآخر، لافتا إلى أن الأشخاص الذين يعيشون تبدلا داخليا بفعل الروح القدس هم قادرون في الوقت نفسه على إحداث تبدل اجتماعي.
بعدها سطر البابا ضرورة إيجاد أجوبة جديدة للأشكال الجديدة للفقر والعوز، كما لم تخلُ الرسالة من الإشارة إلى التحدي الإيكولوجي الذي نواجهه في عالمنا المعاصر. اعتبر البابا أن هذا الوضع الراهن يتطلب منا أن نصغي إلى صرخة أمنا الأرض، مشيرا في هذا السياق إلى أن احترام المخلوقات والخليقة يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لمستقبل الإنسان.
وتحدث البابا عن وجود صلة وطيدة بين الإنسان وباقي المخلوقات، ومن هذا المنطلق ـ تابع يقول ـ من الأهمية بمكان أن نُدرك اليوم ضرورة أن تتحوّل المقاربة البيئية إلى مقاربة اجتماعية، كي نتمكن من الإصغاء إلى صرخة الأرض وصرخة الفقراء أيضا، كما جاء في الرسالة العامة "كن مسبحا". ولفت البابا بعدها إلى أن العناية بالأرض مسألة تندرج ضمن إطار النشاط السياسي والاقتصادي وتقتضي وضع إستراتيجيات ملائمة للتنمية، بيد أنه لا يمكن الاستغناء عن التزامنا الشخصي. وهذا يصبح ممكنا من خلال التركيز على الاستهلاك المسؤول واعتماد نمط حياة ينظر إلى الخليقة كهبة وينبذ التسلط.
وختم البابا رسالته إلى المشاركين في المهرجان الخامس للعقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية قائلا إذا ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في هذه الطريقة سينعكس هذا الأمر إيجابيا على المجتمع بأسره وسيصبح مسموعا صراخ الأرض وصراخ الفقراء. مما لا شك فيه أن التحديات الراهنة كثيرة لكن من واجبنا أن نحوّل هذه التحديات إلى فرص!
المصدر : راديو فاتيكان