لبنان
02 كانون الثاني 2018, 15:00

رسالة حياة تحتفل بقدّاس عيد السّلام

ترأّس المؤسّس والأب العامّ للجماعة الرّهبانيّة المارونيّة "رسالة حياة" وسام معلوف قدّاس "عيد السّلام" في الأخوّة العامّة - دير الحياة الجديدة - كنيسة مار شربل والأمّ تريز- أنطلياس، بمشاركة وجوه سياسيّة وإعلاميّة وفنّيّة.

 

في عظته، ركّز الأب معلوف على مفهوم السّلام انطلاقًا من إنجيل يوحنّا. وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، أشار إلى أنّ اسم يسوع يدلّ على أنّ الرّبّ يهب الخلاص والسّلام للجميع. وأوضح أنّه بالنّسبة إلى يوحنّا إنّ السّلام مرتبط بشخص يسوع، وبالتّالي بمقدار تعرّفنا على يسوع وغوصنا بالعلاقة معه. كما ولفت إلى أنّ الإنجيل يضع المؤمن أمام خيارين إمّا أن يؤمن بإله السّلام والحبّ كما خلقه الله على صورته ومثاله وإمّا يؤمن بحسب مفاهيمه الخاصّة للحبّ والسّلام.
هذا وأكّد أنّ الإنجيل "لا يضعنا بين خيار السّلام وخيار الحرب، بل هو إنجيل الخيار الثّالث: بين السّلام الموجود في العالم وبين الإنجيل، فالخيار ليس بين الحياة والموت بل بين الحياة والحياة الوافرة، وليس بين الفرح والحزن بل بين الفرح والفرح التّامّ. التّحدّيات تبدأ أوّلاً بمفهوم جديد للمال والسّلطة، في وجهة استعمال المال بحسب مفهوم العالم أو بحسب المفهوم المسيحيّ، أيّ التّشارك مع الآخرين، وهذا ما يبني عدالة اجتماعيّة ومساواة كما يطرحها الإنجيل".
وأضاف أنّه "حيال استعمال السّلطة لم يعد بحسب الإنجيل الأمر يتوقّف على حسن استعمال السّلطة وإنّما استعمالها للخدمة حتّى غسل الأرجل وهذا يتطلّب تجاوز الذّات والذّهاب إلى أبعد في انخراطنا بعمليّة السّلام في قلب عالمنا. والتّحدّي الثّاني الّذي واجهه يسوع مع الفرّيسيّين هو "الحرف يقتل والرّوح يحيي" فلا تعلو أيّ شريعة بعد اليوم على علاقتي الأخويّة مع الآخر وعلى كرامة الآخر، فعدالة الله مختلفة عن عدالة الإنسان لأنّه ينظر إلى حاجة الإنسان ويعطي ويبني العلاقة على هذا الأساس".
"أمّا التّحدّي الثّالث فهو التزام نشر ثقافة السّلام والحبّ بمنطق العالم ولكن بتسميات مسيحيّة لندلّ على سوء استعمال السّلطة والجشع إلى المال، فالرّبّ يسوع أتى يؤكّد أنّ هدنة الحروب ليست السّلام الحقيقيّ، إذ ليس سلام الإنجيل أن أبني السّلام مع من يبني السّلام معي، أو أن أحبّ من يبادلني الحبّ، فيسوع يدعوني لبناء السّلام مع من لا يريد بناء السّلام، ليوصلني إلى محبّة الأعداء. والصّلاة من أجل من يضطهدني ومن يطيق سماع هذا الكلام؟ حتّى تلاميذ يسوع استصعبوه، لكنّه السّقف الّذي يضعه لنا إنجيلنا".
هذا ودعا إلى إقامة مسيرة نحو عيش هذه القيم الإنجيليّة من دون أن ننقص منها أو نساوم عليها لكي تشبه نظرتنا الأرضيّة للسّلام، وإلى استنباط الوسائل السّلميّة واللّاعنفيّة.

وأعلن الإعلاميّون والفنّانون المنتمون إلى "لقاء العيد" التزامهم بعيش روحانيّة جماعة رسالة حياة والعمل من أجل بناء حضارة المحبّة والسّلام واللّاعنف.