لبنان
15 نيسان 2020, 13:50

رسالة من الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط إلى غوتيريس

تيلي لوميار/ نورسات
بعد دعوة الأمين العامّ للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس في 11 نيسان/ إبريل الرّؤساء الرّوحيّين والمرجعيّات الدّينيّة حول العالم، إلى توحيد الجهود من أجل السّلام والتّضامن في المعركة المشتركة لمواجهة كورونا، ردّت عليه الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ثريّا بشعلاني برسالة ثمنّت فيها هذه المبادرة.

وجاء في نصّ الرّسالة نقلاً عن موقع المجلس:  

"وصلتنا رسالتكم الثَّمينة والّتي وجهتُّموها إلى المرجعيَّات الدّينيَّة في 11/4/2020 حاثًّا إيَّانا جميعًا على تكثيف تعاوننا في مواجهة وباء كورونا الّذي صنَّفته منظَّمة الصّحَّة العالميَّة بالعدوّ للبشريَّة، ولقد كان لهذه الرِّسالة الوَقعُ الطّيِّب علينا في مجلس كنائس الشّرق الأوسط، وحَتمًا على كُلِّ شركائنا في المسؤوليَّة من كُلِّ المنظَّمات الدّينيَّة كما كُلِّ المرجعيَّات الدّينيَّة من كُلِّ الأديان، خصوصًا وأنَّ أكثر ما نحتاجُه في هذه المرحلة العصيبة بناءَ جُسور التَّعاضُد وبَلوَرة آليَّاتِ تنسيقٍ لحماية الإنسان وكرامتِه، وهذا ما نحنُ والأُمم المتَّحدة بكافَّة هيئاتِها ووكالاتِها وبرامجها ومشاريعها نقُوم به كُلٌّ من موقِعه، وبالاستناد إلى الإمكانات المُتاحة.

حضرة الأمين العامّ،

حتَّم علينا وباءُ كورونا عَودَةً عميقةً إلى ذواتِنا نتأمَّلُ في علاقتنا بالله، والكون، والآخر، فرديًّا وجماعيًّا. هذه العودة، ولو متأخِّرة وعلى وَقْعِ تعقيداتٍ صحّيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة شديدة التّأثير على حاضر الإنسانيَّة ومستقبلها، تفرِضُ منَّا جميعًا صحوة ضميرٍ غير تقليديَّة تستقيم فيها السِّياساتُ العامَّة باتّجاه بوصلةٍ أخلاقيَّة أساسُها ترسيخُ مقوّمات السَّلام، وتشييد عمارة العدالة الاجتماعيَّة، وترجمة عملانيَّة للتَّنميَّة المستدامة، كُلُّ هذا على قاعِدة الإقرار بالحقّ بالاختلاف والسَّعي النّبيل بالحوار العقلانيّ إلى استلهام حقيقة أنَّ الإنسان المخلوق على صورة الله كمثالِه مؤتمَنٌ على أخيه الإنسان، وعلى كُلِّ مكوِّنات هذا الكوزموس الجميل. وهذا ما نحن جادُّون فيه في مجلس كنائس الشّرق الأوسط مع كُلِّ شركائنا على امتداد الخارطة العالميَّة.

حضرة الأمين العامّ،

لطالما ربط مجلس كنائس الشّرق الأوسط بالأمم المتَّحدة سُلَّم قِيَم وجدول أعمال مشتركَين خصوصًا في ما يُعنى بالنِّضال من أجل السَّلام وحقوق الإنسان، وبالاستناد إلى هذه التَّلاقي التَّاريخيّ نتطلَّع إلى الأمم المتَّحدة في كُلِّ ما تقوم به بامتِنان على كُلّ المستويات الصّحّيَّة والإغاثيَّة والتَّنمويَّة، لاسيَّما في المجتمعات الأكثر فقرًا، وفي النّطاقات الجغرافيَّة الّتي تُواجِهُ صراعاتٍ وحروبًا ما يفرضُ على مواطنيها مآسي وجروحًا من تهجيرٍ ولجوء ونزوح عدا الدَّمار الهائل في البنى التّحتيَّة والشُّهداء والتّمزُّق في النَّسيج المجتمعيّ.

من هُنا نتوجَّه إليكُم، ومن موقعكم الأُمميّ، وكلُّنا إلى جانبكم، راجين تفعيل ديناميَّات الوقاية من الحروب ومساراتِ الحوار لوقفها، بما يعني معالجة مسبِّبات هذه الحروب في موازاة التّدخُّل الإنسانيّ للتَّخفيف من أوجاع ضحاياها، وآملين سلوك خيارات الحوكمة السَّليمة للموارد الماليَّة والطَّبيعيَّة وحتَّى البشريَّة بما يردُم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وفي هذه الحوكمة السَّليمة مُساهمة في تعميم العدالة والمساواة.

حضرة الأمين العامّ،

إنَّنا في مجلس كنائس الشّرق الأوسط إذ نواكبكم بالصَّلاة والعمل نأمل في تمتين تعاوننا لما فيه خيرُ كرامة الإنسان والسَّلام العالميّ".