لبنان
13 آذار 2023, 09:45

رعيّة بقاعكفرا أعلنت من المركز الكاثوليكيّ إتمام الدّراسة التّفصيليّة لترميم كنيسة السّيّدة وأطلقت حملة التّبرّع

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت رعيّة بقاعكفرا مؤتمرًا صحافيًّا في المركز الكاثوليكيّ للإعلام أعلنت فيه إتمام الدّراسة التّفصيليّة لكنيسة السّيّدة الرّعائيّة وإطلاق حملة التّبرّع للتّرميم بحسب الدّراسة، شارك فيه مدير المركز الكاثوليكيّ الأب عبده أبو كسم، رئيس اتّحاد بلديّات قضاء بشرّي ورئيس بلديّة بقاعكفرا إيلي مخلوف، خادم الرّعيّة الخوري ميلاد مخلوف ومهندس المشروع أنطوان فشفش.

أبو كسم

بداية رحّب أبو كسم بالحضور بإسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري وقال: "يسعدنا اليوم أن نستقبل رعيّة بقاعكفرا في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، لنستكمل معهم ما بدأناه عندما أطلقنا حملة التّبرّع لكنيسة السّيّدة مع كوكبة من الإعلاميّين، من خلال جولة على الكنيسة والبلدة، هذه البلدة الرّابعة على سفح "جبل الأرز"، الّتي أنجبت أعظم قدّيس في العالم وهو القدّيس شربل".

وقال: "إنّه لشرف أصيل ونعمة كبيرة أن نجتمع مع أبناء رعيّة قرية مار شربل، لنطلق مجدّدًا" حملة دعم كنيسة السّيّدة، لتبقى هذه الكنيسة، الّتي نال القدّيس سرّ العماد على جرنها شاهدة لمسيرة القدّيس، من عماده إلى إعلان قداسته".

أضاف: "بقاعكفرا هي قرية كلّ لبنانيّ لأنّ القدّيس شربل هو في قلب كلّ لبنانيّ سواء أكان مسيحيًّا أم غير مسيحيّ، وأيّ مساعدة نقدّمها لترميم الكنيسة تسجّل في سجل السّماء".

وتابع: "أنت أيّها القدّيس شربل، يا قدّيسًا من عنّا، يا شربل صلّ عنّا، ضوّيت سراجك بالميّ ضوّي العتمة بموطنّا"، أضوِ العتمة المتملّكة في قلوب المسؤولين المتحجّرة، الّذين باعوا هذا الوطن الّذي رفعته إلى كلّ أنحاء العالم. شعبك اللّبنانيّ يصرخ إليك، أنقذ لبنان من حبال الفاسدين والمفسدين، شعبك يموت على أبواب المستشفيات، لا دواء، لا ماء، لا كهرباء، ولا يبقى لنا إلّا الدّعاء والصّلاة، نحن بحاجة إلى عجيبة كبرى فهلّا أنعمت علينا بها، إنّنا نستودع لبناننا بين يديك".

وتمنّى أبو كسم "إنجاز ترميم كنيسة السّيّدة قريبًا بهمّة المؤمنين والمحسنين".

 

خادم الرعية

وأشار الخوري ميلاد مخلوف إلى أنّه "رغم كلّ المآسي الّتي تصيب وطننا لبنان الحبيب، لم يعد بالإمكان الانتظار أكثر. كنيسة السّيّدة الرّعائيّة بنيت منذ حوالي المئة سنة وتتمّم يوبيلها في سنة 2025 وقد ظهر عليها الكثير من الأضرار يصل بعضها لدرجة الخطورة".

ولفت إلى أنّ "لجنة الوقف قرّرت عدم سداد أيّ مبلغ من صندوق الوقف لمصلحة ترميم الكنيسة إذ هو مخصّص لمعيشة الكهنة ولخدمة الأسرار وأعمال الرّحمة، لذلك الاتّكال فقط على المساهمين والمتبرّعين خصوصًا لأجل التّرميم والتّوجّه إلى جهاتٍ مانحة محلّيّة وإقليميّة وعالميّة واعتماد قاعدة ما يجب فعله للإبقاء القديم على قدمه وتحاشي البذخ".

وقال: "فرادة الهندسة المعماريّة والفنّ المعتمدين يحتّمان السّرعة في الحفاظ على ما تبقّى احترامًا للتّاريخ الرّاقي الّذي تجلّى في بنائها وتصميمها تقديرًا للإرث الرّوحيّ والثّقافيّ وتوريثه للأجيال المقبلة، واستكمالاً لمسيرةٍ بدأت فيها البلدة والرّعيّة وبالتّعاون المميّز بين السّلطات المحلّيّة على رأسها بلديّة بقاعكفرا لتطوير وتحسين المرافق الحيويّة ومنها السّياحة الدّينيّة لتتماشى مع المتطلّبات العصريّة".

وأشار إلى "تشكيل لجنة خاصّة تعنى بالإشراف على المشروع ومؤلّفة من 17 عضوًا تلتئم كلّما دعت الحاجة للسّهر على الشّفافيّة والدّقّة في تنفيذ ما لزِم"، مشيرًا إلى توقيع اتّفاقيّة دراسة مفصّلة عن المشروع  مع مكتب المهندس أنطوان فشفش.

وأطلق مخلوف حملة التّبرّع معلنًا فتح حساب "فرش" بالعملة اللّبنانيّة وبالدّولار الأميركيّ في بنك سارادار لتلقّي الحوّالات الخاصّة بالمشروع وللمساهمة عبر مواقع الرّعيّة:  

www.bqaakafraparish.com

أو رعيّة بقاعكفرا Bqaakafra Parish  Facebook and Instagram:  

App: Baakafra Parish"

 

رئيس البلديّة

من جهته لفت رئيس البلديّة إلى أنّ ترميم وتأهيل الكنيسة يعزّز العودة إلى الجذور الرّوحيّة الّتي تختزنها ولجنة وقف الرّعيّة أطلقت هذا المشروع الرّوحيّ الثّقافيّ العمرانيّ في سياق اضطلاعها، مشكورة، بمسؤوليّة تجديد الحجر لتعزيز خدمة البشر".

وإعتبر أنّ "أهمّيّة هذا المشروع تزداد كونه يتزامن مع واحدة من أشدّ الأزمات الوطنيّة الّتي يعيشها لبنان، فيأتي ليعمّق إيماننا، ويقوّي رجاءنا، ويعيدنا إلى جذورنا الرّوحيّة، الّتي شكّلت ينبوع القوّة الأوّل لآبائنا ولأجدادنا".  

وقال: "لقد كانت كنيسة السّيّدة في بقاعكفرا صورة الأمّ والمعلّمة، فهي جمعت أبناء بقاعكفرا، ووحّدتهم في أفراحهم وفي أحزانهم، كما تجمع الأمّ أبناءها وتقودهم على دروب التّضامن الوحدة، فتحوّل أبناء بقاعكفرا مثالاً لهذا التّضامن والوحدة، باتت رمزًا روحيًّا ومعلّمًا بارزًا من معالم بقاعكفرا التّاريخيّة، تحتضن الأجيال، وتنشّئهم على الإيمان بالله وعلى حبّ لبنان، وتزرع روح الوفاء في قلوبهم فيندفعون جميعهم، كلّ من موقعه، إلى المشاركة في ورشة ترميم الكنيسة، وتجديدها مكانًا لائقًا من بيوت الله، وموقعًا مؤهّلاً لرسالة المؤمنين وتعزيزها".

ولفت إلى أنّ "هذا المشروع يشكّل وجهًا من أوجه التّكامل المنشود لإنهاض بقاعكفرا، الّذي بدأناه كبلديّة منذ سنة 1998، ولا نزال نعمل حتّى اليوم، على تنمية البلدة والمحافظة على طابعها التّراثيّ، وحماية الإرث الثّقافيّ الّذي تحتضنه، وتعزيز مقوّمات الحجّ الدّينيّ والسّياحة الدّينيّة والطّبيعيّة والبيئيّة وسواها."  

وإختتم: "تجد بلديّة بقاعكفرا نفسها معنيّة بمشروع ترميم وتأهيل الكنيسة، وتقف إلى جانب لجنة وقف الرّعيّة وتؤازرها في جهدها، وتحيّي كلّ ذوي الإرادات الخيّرة المتضامنين لإنجاز مشروع التّرميم الجاري تنفيذه وفقًا للأصول الفنّيّة والعلميّة وللقوانين المرعيّة الإجراء ".

 

فشفش

وختامًا قدّم مهندس المشروع وصفًا معماريًّا لكنيسة السّيّدة وعرض لوضعها الحاليّ، ولفت إلى أنّ "أعمال التّرميم من الدّاخل والخارج ستتمّ وفقًا "للدّراسات الهندسيّة الموضوعة والدّقيقة، مستعملة أحدث تقنيّات التّرميم، مع مواصفات فنّيّة والكمّيّات وكيفيّة التّطبيق، إضافة إلى اﻹشراف الدّقيق والمتواصل بغية التّحقّق من سلامة الأعمال للتّوصّل إلى أعلى جودة في التّرميم".