الرّاعي في قدّاس ختام السّينودس: نستمدّ سلام المسيح لكلّ الدّول الّتي تعيش حال الحرب
"نختتم أعمال هذا السّينودس المقدّس بأهمّ ما يعطينا الرّبّ يسوع، يعطينا سلامه مؤكّدًا: "السّلام أستودعكم، سلامي أعطيكم"، هذا السّلام هو يسوع المسيح نفسه.
في ليتورجيا القدّاس، نقول قبل سماع كلامه في الإنجيل "السّلام لجميعكم"، ثمّ قبل كلّ بركة نقول "السّلام لجميعكم" ما يعني حسب القدّاس اللّاتينيّ: "الرّبّ معكم".
في أسبوع الرّياضة السّابق للسّينودس عشنا سلام المسيح وتقبّلناه، ونحمله إلى أبرشيّاتنا، سلامًا روحيًّا، وسلامًا اجتماعيًّا، وسلامًا اقتصاديًّا، سلامًا مرتكز على ركائزه الأربعة: العدالة والحقيقة والحرّيّة والمحبّة، (البابا يوحنّا ٢٣: السّلام في الأرض). ولا يغيب عن بالنا أنّ هذا السّلام هو شخص المسيح. الّذي ينبغي أن نعكسه بالمسلك والقول والعمل.
نعود إلى أبرشيّاتنا حاملين سلام المسيح لشعبنا، ولنتذكّر ما يقوله بولس الرّسول: "نحن سفراء المسيح" للمصالحة بين المتخاصمين، ولبناء السّلام في القلوب والعائلات وبين الشّعوب، نعيشه عدالة بين النّاس، ونعلنه حقيقة تعلّمناها من الرّوح القدس، ونمارسه حرّيّة أبناء الله، ونعيشه محبّةً كما أحبّنا المسيح.
وكم يؤلمنا أنّ هذا السّلام غائب عن أفكار وقلوب ونوايا رؤساء الدّول القادرة، كما هي حال الحرب الضّروس المدمّرة بين إسرائيل وغزّة، وبين إسرائيل وإيران.
وكم من الأموال الطّائلة تصرف على الأسلحة والتّسلّح، بينما ملايين وملايين من الشّعوب يموتون جوعًا، أنّه لمؤلم حقًّا. وملايين آخرين يُهجَّرون من بيوتهم، فاقدين جنى أعمارهم، يهيمون في الأرض بدون غذاء أو ثياب أو مال. إنّها وصمة عار على جبين هذا الجيل.
إلى من يقول السّيّد المسيح: "سلامي أستودعكم، سلامي أعطيكم"، يقولها لكلّ إنسان، يقول لكلّ مسؤول في الدّول، يقوله لعظماء هذا العالم، فلنصلِّ لكي يصل صوت المسيح إلى كلّ إنسان حيث هو بحسب مسؤوليّاته. هذا السّلام نستمدّه اليوم من الرّبّ يسوع ويعني كلّ هبة وكلّ نعمة وكلّ بركة يعطيها الرّبّ للبشر.
نعم نلتمسه لكلّ هذه الدّول الّتي تعيش حال الحرب ولا ننسى الحرب الضّروس بين روسيا وأوكرانيا. يا ربّ أعطنا سلامك، يا ربّ هبنا هذا السّلام من أجل طمأنينة جميع النّاس والشّعوب.
لك المجد أيّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين."