لبنان
27 حزيران 2019, 10:36

روحانا اختتم تساعيّة الصّلاة مع مريم ملكة السّلام

ترأّس النّائب البطريركيّ العامّ على أبرشيّة صربا المارونيّة المطران بولس روحانا قدّاسًا إلهيًّا في دير مار الياس - أنطلياس لمناسة اختتام تساعيّة الصّوم والصّلاة التي نظّمتها "جمعيّة أصدقاء مريم ملكة السّلام" - عائلة مديوغوريه في لبنان، للسنة الـ19 على التّوالي، وبالتّزامن مع رعيّة مديوغوريه التي تحتفل بعيد ظهورات العذراء الـ38، عاونه فيه لفيف من الكهنة.

 

وألقى روحانا عظة جاء فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "بدعوة من السّيّدة سناء نصّار رئيسة جمعيّة أصدقاء مريم ملكة السّلام - عائلة مديوغوريه في لبنان، وبعد استئذان أخي صاحب السّيادة المطران كميل زيدان راعي أبرشية أنطلياس المارونيّة، أرأس اليوم بينكم القدّاس الإلهيّ في ختام تساعيّة صلاة وصوم أقمتموها في هذه الكنيسة كما في كّل سنة منذ العام 2000، للاحتفال بعيد مريم ملكة السّلام، كما عرّفت هي عن نفسها في أولى ظهوراتها في مديوغوريه وذلك في الـ25 من شهر حزيران سنة 1981.

وطننا لبنان، كما العديد من شعوب المنطقة والعالم، التي تعاني من فقدان السّلام، ينظر اليوم معكم وعبركم وكلّ يوم إلى مريم العذراء التي احتضنت بإيمانها أوّلًا وأحشائها أمير السّلام يسوع المسيح وهو يرجو وطننا، بشفاعتها المقبولة، أن يحلّ بين أبنائه سلام المسيح، مردّدين ما قاله لنا: السّلام أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم، أنا أعطيكم، لا يضطرب قلبكم ولا يخف، من الإنجيليّ يوحنّا.

يتبيّن لنا من قول يسوع للجموع والتّلاميذ في عظته على الجبل، طوبى لفاعلي السّلام لأنّهم سيدعون أبناء الله، يتبيّن لنا أنّ عطيّة السّلام التي استودعنا إيّاها، تتطلّب جهدًا وتعاون الإنسان لكي تتحقق في عالم البشر، إذ إنّه لمن السّذاجة والخطأ الاعتقاد بأنّ عطيّة السّلام تهبط على الإنسان من فوق وتفعل فعلها من دون أيّ موقف شخصيّ إيجابيّ من الإنسان يجعل منه فاعل سلام.

إذا كانت المحبّة طريقًا للسّلام، فهذا يعني أنّها لا تكتسب إلّا بالجّهاد الرّوحيّ اليوميّ لإفراغ القلب يومًا بعد يوم من الأهواء السّلبيّة المتضاربة فينا كالأنانيّة والكبرياء والحسد والغضب والتي إذا تركناها تتمادى، تقطع الشّركة بيننا وبين الآخرين.

بالمحبّة إذا عملنا على تعزيزها في حياتنا، لا نعود أسرى هذا الصّراع المستميت بين ما أريد، وما أفعل، متذكّرين القول الشّهير لبولس الرسّول: الخير الذي أريد، إيّاه لا أفعل، والشّرّ الذي لا أريد، إيّاه أفعل. المحبّة التي تقود إلى السّلام من شأنها أن تحقّق أوّلًا وحدة القلب والإرادة والحرّيّة، هذا هو نصيب فاعلي السّلام".

وإختتم: "صلاتي أرفعها مع إخوتي الكهنة والرّهبان ومعكم جميعًا، أرفعها إلى الله، بشفاعة مريم ملكة السّلام، أن نكون رسل محبّة حقيقيّة وفاعلي سلام في هذا العالم المضطرب، فيما قلوبنا تتعزّى بحضور الرّبّ القائم من الموت، هو الذي وعدنا بأنّه باقٍ معنا كلّ الأيّام، إلى منتهى العالم آمين".

تلا القدّاس تطواف بالقربان المقدّس في شوارع أنطلياس وجرى تكريس لبنان لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطّاهر، واختتمت الصّلوات بالاحتفال بالعيد.