لبنان
31 أيار 2018, 13:29

زحلة تحيي عيد أعيادها والقربان يبارك أبناءها

إحتفلت مدينة زحلة بعيد أعيادها، خميس الجسد الإلهيّ، والذّكرى الثّالثة والتّسعين بعد المئة للأعجوبة الإلهيّة الّتي أنقذتها من الطّاعون، في قدّاسات إلهيّة أقيمت في كنائسها كافّة.

 

وترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش قدّاسًا احتفاليًّا في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، عاونه فيه لفيف من الكهنة بحضور جمهور غفير من المؤمنين.

بعد القدّاس، انطلق الموكب باتّجاه سراي زحلة سالكًا حارة مار الياس، حضانة الطّفل، المدافن حيث أعطى المطران درويش البركة وصلّى الجميع لراحة أنفس الموتى المؤمنين، فحيّ مار مخايل ومار جرجس وصولاً إلى السّراي.

هذا وترأّس راعي الأبرشيّة المارونيّة في زحلة المطران جوزف معوّض القدّاس الاحتفاليّ في  كاتدرائيّة مار مارون- كسارة بمعاونة لفيف من الكهنة، وبعد القدّاس انطلق الموكب باتّجاه كنيسة مار جرجس وكنيسة مار الياس وكنيسة مار يوسف في حوش الأمراء، ومن ثمّ باتّجاه حيّ السّيّدة حيث التقى بالموكب الصّاعد من كنيسة السّيّدة حيث احتفل المطران بولس سفر بالقدّاس الإلهيّ، واتّجها نحو ساحة المعلّقة، حوش الزّراعنة وصولاً إلى حيّ الميدان. كما ترأّس المطران أنطونيوس الصّوريّ عند السّاعة السّادسة صباحًا القداس في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاس للرّوم الأرثوذكس، والتقت المواكب في ساحة الميدان وتوحّدت في مسيرة أمام السّراي، حيث احتشدت فعاليّات المنطقة وكلّ المؤمنين.

وعلى المنصّة وقف المطارنة عصام يوحنّا درويش، جوزف معوض، أنطونيوس الصّوري وبولس سفر، والقائم بأعمال السّفارة البابويّة في لبنان المونسنيور إيفان سانتوس؛ وكانت كلمة للمطران درويش جاء فيها:

"أيّها الأحبّاء، يا أهل زحلة الكرام، يا أهلنا في هذا البقاع الرّحب،
أساقفة المدينة يباركون لكم هذا العيد، فأنتم في قلبنا وفي صلواتنا ندعو لكم بالخير، إنّنا نثمّن وجودكم في هذا النّهار ونشكر الله على هذه التّقوى البادية على وجوهكم.
نشكر الله على نوّابنا الجدد ونصلّي لهم ليكونوا موحّدين متماسكين بمميّزاتهم الكثيرة، ليعملوا معًا من أجل إنماء هذه المنطقة لننعم معهم بالحرّيّة والطّمأنينة والفرح وهناءة العيش.
نجتمع اليوم مثل كلّ سنة ومنذ 193 سنة تحت كنف الدّولة وبرعاية سيّدة زحلة والبقاع لنحتفل معكم بحدث روحيّ تاريخيّ، قدَّمَ لأبائنا وأجدادنا الشّفاء وأعطاهم الحياة. وكان حضورُ الجسد الإلهيّ هو الدّواء النّاجع في حياتنا وفي شوارعنا وبه غُلبَ الطّاعون وغُلبَ الموت وانبعثت الحياة من جديد.
إنّ هذا السّرّ الّذي نحتفل به هو سرٌ كونيّ، فهو إعلان لظفرِ المسيح وهنا يكمُنُ فرحنا لأنّ الملكوت أصبح حاضرًا في ما بيننا ونورهُ لا يغرب من حياتنا.
اليوم ونحن نمرّ به في شوارع المدينة، نسأله أن يحافظ على وحدتنا ويبارك إراداتكم الخيّرة ويبارك زحلة الواحدة بكنائسها وأبنائها، الواحدة في تطلّعاتها الوطنيّة، والواحدة في شهادتها.
لنصلِّ لتكونوا مصانين من الأخطار، وليحفظ الرّبّ جميع الّذين يسهرون على أمننا ويديرون شؤونَ حياتنا، ويباركَ المسؤولين عن هذه المدينة والّذين نظّموا هذا العيد. آمين!".
وفي الختام، بارك الأساقفة المؤمنين المحتشدين انطلقوا بموكب واحد نحو بولفار زحلة، إلى مدخل وادي زحلة، فالكلّيّة الشّرقيّة وحارة الرّاسيّة وصولاً إلى كاتدرائيّة سيّدة النجاة، حيث أعطى المطران درويش البركة للمؤمنين.
وبعد التّطواف ترأّس المطران إدوار ضاهر قدّاسًا في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، وشكر الرّبّ على اليوم الإيمانيّ الطّويل متمنّيًا أن يعيده على الجميع بالخير والسّلام.