الفاتيكان
21 أيلول 2022, 13:50

زيارته إلى كازاخستان محور حديث البابا فرنسيس في المقابلة العامّة اليوم

تيلي لوميار/ نورسات
في مقابلته العامّة اليوم، عاد البابا فرنسيس إلى أبرز محطّات زيارته الرّسوليّة إلى كازاخستان.

وفي التّفاصيل، قال البابا: "لقد قمت الأسبوع الماضي بزيارة إلى كازاخستان، بلد شاسع في آسيا الوسطى، وذلك بمناسبة المؤتمر السّابع لقادة الدّيانات العالميّة والتّقليديّة. أجدّد امتناني لرئيس الجمهوريّة والسّلطات الأخرى في كازاخستان على الاستقبال الحارّ الّذي لقيته والجهود السّخيّة الّتي تمّ بذلها في التّنظيم. كما وأشكر الأساقفة وجميع المتعاونين على العمل الكبير الّذي قاموا به، وخصوصًا على الفرح الّذي قدّموه لي للتّمكّن من لقائهم ورؤيتهم جميعًا معًا.

إنّ الدّافع الرّئيسيّ للزّيارة كان المشاركة في مؤتمر قادة الدّيانات العالميّة والتّقليديّة. إنّ هذه المبادرة تقوم بها منذ عشرين سنة سلطات هذا البلاد الّذي يقدّم نفسه للعالم كمكان لقاء وحوار، في هذه الحالة على الصّعيد الدّينيّ، وبالتّالي كرائد في تعزيز السّلام والأخوّة الإنسانيّة. إنّ ذلك يعني وضع الدّيانات في مركز الالتزام من أجل بناء عالم يتمّ فيه الإصغاء إلى بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض في التّنوّع.  

إنّ المؤتمر قد ناقش وصادق على الإعلان الختاميّ الّذي هو في استمراريّة مع الإعلان الّذي تمّ توقيعه في أبو ظبي في شباط فبراير عام ٢٠١٩ حول الأخوّة الإنسانيّة. أفسّر هذه الخطوة إلى الأمام كثمرة مسيرة انطلقت من بعيد، أفكّر بالطّبع في اللّقاء التّاريخيّ بين الأديان من أجل السّلام الّذي دعا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني إلى عقده في أسيزي عام ١٩٨٦... إنّ اللّحظات الاحتفاليّة هي مهمّة، ولكن من ثمّ هناك الالتزام اليوميّ، الشّهادة الملموسة الّتي تبني عالمًا أفضل للجميع".

ثمّ تحدّث البابا فرنسيس بحسب "فاتيكان نيوز" عن لقائه سلطات كازاخستان والكنيسة الّتي تعيش في تلك الأرض، "وأشار إلى زيارته رئيس الجمهوريّة– الّذي يشكره مجدّدًا على لطفه- وإلى لقائه السّلطات وممثّلي المجتمع المدنيّ والسّلك الدّيبلوماسيّ. وقال الأب الأقدس إنّه سلّط الضّوء على دعوة كازاخستان لأن تكون بلد التّلاقي: ففي هذا البلد تتعايش زهاء مائة وخمسين مجموعة عرقيّة وهناك أكثر من ثمانين لغة. وهذه الدّعوة الّتي تعود إلى خصائصها الجغرافيّة وتاريخها- هذه الدّعوة لأن تكون بلد التلاقي والثّقافات واللّغات- تمّ استقبالها ومعانقتها كمسيرة، تستحقّ أن يتمّ تشجيعها ودعمها. وقال الأب الأقدس إنّه أمل أيضًا أن تتمّ مواصلة بناء ديمقراطيّة أكثر نضجًا على الدّوام، قادرة على الإجابة بفاعليّة على متطلّبات المجتمع بأسره. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ كازاخستان قد قامت بخيارات إيجابيّة جدًّا، كقول "لا" للأسلحة النّوويّة، واتّخذت سياسات جيّدة في مجال الطّاقة والبيئة.

وفيما يتعلّق بالكنيسة، عبّر قداسة البابا فرنسيس عن فرحه الكبير بلقاء أشخاص فرحين، وأشار إلى أنّ الكاثوليك هم قليلون في هذا البلد الشّاسع. ولكن هذا الوضع إن تمّ عيشه بإيمان، يستطيع أن يعطي ثمار الإنجيل، وقبل كلّ شيء "طوبى الصِّغر"، أن نكون خميرة، ملحًا ونورًا، معتمدين فقط على الرّبّ. كما وأشار الأب الأقدس إلى أنّ العدد القليل يدعو إلى تطوير العلاقات مع المسيحيّين من الطّوائف الأخرى، وأيضًا الأخوّة مع الجميع. قطيع صغير، إنّما منفتح، لا منغلق، منفتح وواثق بعمل الرّوح القدس الّذي يهب بحرّيّة حيثما وكيفما يشاء. وأضاف الأب الأقدس لقد تذكّرنا شهداء شعب الله المقدس، رجالاً ونساء عانوا كثيرًا من أجل الإيمان خلال فترة اضطهاد طويلة.  ومع هذا القطيع الصّغير إنّما الفرِح– قال البابا فرنسيس- احتفلنا بالإفخارستيّا في عيد الصّليب المقدّس. وأضاف أنّ صليب المسيح هو مرساة الخلاص: علامة الرّجاء الّذي لا يخيّب لأنّه مؤسّس على محبّة الله، الرّحيم والأمين. وإليه نوجّه شكرنا على هذه الزّيارة، والصّلاة كي تكون غنيّة بالثّمار من أجل مستقبل كازاخستان ومن أجل حياة الكنيسة في تلك الأرض".

وفي الختام، أشار البابا الاحتفال اليوم باليوم العالميّ لمرض الزهايمر وقال: "إنّه مرض يصيب العديد من الأشخاص الّذين وبسببه هم غالبًا على هامش المجتمع"، ودعا إلى الصّلاة من أجل مرضى الزهايمر وعائلاتهم والّذين يعتنون بهم بمحبّة كي يتمّ دائمًا دعمهم ومساعدتهم أكثر فأكثر. كما تطرّق إلى الوضع الرّهيب في "أوكرانيا المعذّبة"، وقال: "إنّ الكاردينال كراييفسكي يزور أوكرانيا للمرّة الرّابعة، لقد تلقّيت اتّصالاً هاتفيًّا منه يوم أمس. إنّه يقدّم المساعدة في منطقة أودّيسا"، وأضاف أنّه حدّثه عن معاناة هذا الشّعب وعن الأعمال الوحشيّة وعن العثور على جثث عليها آثار تعذيب.