أوروبا
21 أيلول 2019, 08:00

ساكو: الحوار يعني الجلوس معًا لاستجلاء الوجه الخفيّ للحقيقة وتقريب وجهات النّظر

إنتهت أعمال المؤتمر الدّوليّ "السّلام بدون حواجز: الأديان والثّقافات في حوار" في مدريد، من تنظيم جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكيّة الدّوليّة بالتّعاون مع أبرشيّة مدريد.

وبحسب "عنكاوا"، قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو في حديث: "إنّ حفل الختام شهد إقامة صلاة مسكونيّة من أجل السّلام، وشارك الجميع في مسيرة راجلة إلى مكان الاحتفال الختاميّ الّذي شارك فيه ممثّلو الأديان من مختلف دول العالم وعدد من أصحاب الغبطة والنّيافة من بينهم رئيس أساقفة مدريد وبعض الكرادلة من الفاتيكان وأيضًا الأساقفة من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والإنجيليّة واللّوثريّة والآباء الكهنة والرّاهبات وحضور عدد كبير من الشّخصيّات الدّينيّة والمدنيّة من مختلف دول العالم فضلًا عن حضور حشد كبير من جماعة سانت إيجيديو.
وتمّ قراءة نداء من أجل السّلام وإشعال شموع من قبل المشاركين علامة على التّضامن والأخوّة، ومن ثمّ التّوقيع على وثيقة السّلام".
وأضاف ساكو: "إنّنا طرحنا في مداخلتنا ضرورة نزع السّلاح وعدم اعتماد العنف وسيلة لحلّ النّزاعات كون نزع السّلاح مشروع ضروريّ لعالمنا المعاصر حتّى نعيش من دون نزاعات وحروب. فموضوع صناعة السّلاح يجلب الحروب والموت والخراب وهذا ما نعيشه في منطقتنا.. وتروّج أكاذيب لتبرير هذه الحرب.
ينبغي على رجال السّياسة ورجال الدّين تبنّي الحوار الحضاريّ والسّير معًا من أجل وضع خطّة للسّلام الدّائم وإشاعة ثقافة التّسامح والاحترام بدل خطاب الكراهية والفرقة وبناء الحواجز. علينا تعزيز مبادئ العيش المشترك وبناء مستقبل أفضل لبلداننا وذلك من خلال ترسيخ الأمن وضمان المواطنة الكاملة وتطبيق القانون بدون استثناء، بدستور مدنيّ يقف على مساحة واحدة من الكلّ.
نحن نعاني من الصّراعات الطّائفيّة والإثنيّة وبناء الحواجز بين أبناء البلد الواحد". ودعا ساكو إلى فصل الدّين عن السّياسة، "السّياسة شوّهت الدّين وكذلك الدّين شوّه السّياسة. على الغرب أن يساعد بلداننا على تحقيق العدالة والكرامة الإنسانيّة واحترام استقلاليّة بلداننا. المصالح المادّيّة ليست كلّ شيء، ليفكّروا بحياة النّاس ومستقبلهم وكرامتهم.
أتمنّى ألّأ تكون هناك حروب على الأرض ولا نزاعات بأي شكل من الأشكل وإنّما السّلام الدّائم والحياة الحرّة والكريمة لكلّ شخص بعيدًا عن اعتبارات الجنس واللّون والدّين والمذهب والقوميّة".
وتابع ساكو قائلًا أنّه "ترأّس جلسة للحوار بين الشّرق والغرب والّتي شارك فيها عدد من المفكّرين الشّرقيّين من مصر ولبنان والمغرب مع المفكّرين الغربيّين من فرنسا وإيطاليا. النّاس مختلفون في الطّبع والثّقافة والدّين والجنس. هذا الإختلاف واقع طبيعيّ بمشيئة الله الّذي خلقنا مختلفين ووهبنا نعمة التّنوّع لنُغني مجتمعاتنا. ولهذا يجب الاعتراف بهذا الواقع واحترامه والإقرار بنسبيّة ومحدوديّة نظرتنا وحكمنا ما دام الإختلاف في الرّؤى والأفكار أمرًا طبيعيًّا ومقبولًا. بما أنّ الإنسان علاقة، أيّ خلق من أجل الآخر. فالحوار يُعزّز هذه العلاقة، لذا عليه أن ينفتح على الآخر ببساطة وتواضع، مع التّأكيد على أهميّة الصّداقة والثّقة والاحترام المتبادل. الحوار يعني الجلوس معًا لاستجلاء الوجه الخفيّ للحقيقة، وتقريب وجهات النّظر. لذا الحوار مشروع ومسيرة باتّجاه الآخر، سعيًا للتّعرّف عليه، بعيدًا عن المجاملة والكذب.
وتضمّن المؤتمر 27 جلسة على طريق الألفيّة الجديدة، العدالة الاقتصاديّة واللجتماعيّة، نزع السّلاح واللّاعنف، الحاجة إلى أوروبّا، الإعلام في وجه الصّراعات، الأطفال يرغبون بالسّلام، العيش معًا أمر ممكن في منطقة البحر المتوسّط، التّنمية هي إسم للسّلام، هل مازالت المسكونيّة مستمرّة؟ هل العنصريّة تصعد من جديد؟، الصّراعات المفتوحة وأسباب السّلام، الشّرق والغرب في حوار، اللّاجئون اليوم، الأنسنة الرّوحيّة والعولمة، منع الإبادة الجماعيّة، المرأة والسّلام، الصّلاة كأساس للسّلام، دور الأديان في آسيا، الشّباب ودورهم بالسّلام العالميّ، وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، البيئة والمصير المشترك، العيش معًا في أوروبّا، عدم المساواة وأزمة الدّيمقراطيّة في أميركا اللّاتينية، حماية أماكن العبادة، العيش معًا في المدينة، المؤمنون والعلمانيّون في حوار، لا ينبغي لأحد أن يكون مستبعداً!، الشّهداء المسيحيّون في عصرنا والسّلام".