العراق
14 شباط 2019, 07:30

ساكو: الحياة ليست تهرّبًا بل هي مواجهة

إختتم بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو اليوم الثّالث من صوم نينوى المعروف بـ"الباعوثا"، في قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كاتدرائيّة مار يوسف للكلدان، بمشاركة المعاون البطريركيّ المطران روبرت سعيد جرجيس، والسّكرتير الأب نويل فرمان، بحضور جمع كبير من المؤمنين والرّاهبات.

 

في عظته، أكّد ساكو، بحسب موقع البطريركيّة الكلدانيّة، على أنّ "الحياة ليست أمرًا جاهزًا او  تهرّبًا،  بل هي  اختيار ومواجهة وسعي حثيث، متوقّفًا عند يونان النّبيّ الّذي هرب من دعوة الله له لأنّه كان متشدّدًا ومتعصّبًا "لا يريد أن تتوب نينوى وتخلص، بل  يريد ان تُدمّر، ولو دمّرت نينوى لكان دور يونان لا شيء، بل بسبب كرازته وتوبة نينوى خلّده الكتاب المقدّس وصارت له  قيمة عظيمة وصنع تاريخه."

وفي هذا الإطار، أكمل مقارنًا بين يونان والنّاس اليوم فـ"معظمهم عاطفيّون لا يحسنون التّفكير والتّحليل والصّبر والمثابرة، لذا ينقادون إلى الأسهل، ويتهرّبون من المسؤوليّة، ومن ثمّ روتين وعبث ولا إبداع، ولا يرسمون تاريخهم.  لنفكّر في أيّام الباعوثا هذه بيونان، وقد يكون كلّ واحد منّا يونان: بدلاً من أن يختار نينوى حيث تنتظره رسالة عظيمة يدعوه الله إليها، نراه يهرب إلى ترشيش المدينة المغمورة.. لكنّ الله أقوى منه يمسكه ويقوده إلى نينوى، ويدعوه إلى السّعي ومواجهة أهاليها ودعوتهم إلى التّوبة".

وختامًا، دعا ساكو المؤمنين إلى التّفكير جيّدًا بمعنى حياتهم وهدف وجودهم، حاثًّا إيّاهم على عدم إضاعة الفرص، إذ "علينا أن نترك ترشيش المجهولة ونكتشف في ذاتنا نينوى العظيمة، فيعطي وجودنا وحياتنا معنى وقيمة وسلامًا وفرحًا".