العراق
31 تموز 2023, 13:20

ساكو: سحب المرسوم الجمهوريّ استفزّ المسيحيّين واستهدفهم في الصّميم

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو أنّ المسيحيّين ليسوا سلعة تباع وتشترى، وأنّ الكنيسة لن تسكت عن الحقّ، وذلك في بيان نشره إعلام البطريركيّة يوم الجمعة، واقترح صيغة جديدة للمرسوم الجمهوريّ الّذي تمّ سحبه منه.

وفي هذا السّياق، كتب ساكو:  

"سحب المرسوم الجمهوريّ عن الرّئاسة الكنسيّة عمل استفزازيّ، واستهداف للمسيحيّين في العراق، ويفتح الطّريق أمام قرارات أخرى مجحفة!! لذلك يحتاج الأمر إلى الدّراية والحكمة من رئاسة الجمهوريّة ورئاسة الحكومة الحاليّة تدارك الأمر والوصول إلى تفاهم مع الكنيسة من أجل إيجاد صيغة مقبولة تحافظ على كرامة الكنيسة ودورها الوطنيّ، وتصون حقوق المسيحيّين وممتلكاتهم، أمام طموحات مشبوهة لجهات تريد الهيمنة على مقدّراتهم!

المسيحيّون ليسوا سلعة تباع وتشترى. هذا ينبغي أن يدركه الجميع. الكنيسة لن تسكت عن الحقّ، إن كان على الصّعيد الدّاخليّ أو الإقليميّ أو الدّوليّ.

أتمنّى أن يقرأ المسؤولون الحملة التّضامنيّة العالميّة مع الكنيسة من مسيحيّين ومسلمين ودول ومنظّمات حقوق الإنسان، وأن يفهموا الرّسالة.

أوكّد لهم أنّ الكنيسة تبقى صوت الحقّ وسندًا للمظلومين، وإنّ لجوئي إلى أربيل احتجاج على القرار الظّالم وليس خوفًا أو هربًا، ولن أعود إلّا بعد ردّ الاعتبار وردع كتائب بابليون.

‏نعرف أنّ صلاحيّات رئيس الجمهوريّة مطلقة في إصدار المراسيم الجمهوريّة استنادًا لأحكام المادّة 73 البند سابعًا، لكن ليس بتسرّع وتلبية لطلب أربعة من نوّاب كتائب بابليون الّذين لا يمثّلون المسيحيّين. عليه أن يكون حكيمًا وعادلاً وأن يستشير القانونيّين الصّادقين وليس المتملّقين الوصوليّين.

‏سحب المرسوم الجمهوريّ يعد سابقة خطيرة في هذا الاتّجاه حيث لم يتمّ سحب مراسيم جمهوريّة سابقة، بكون المراسيم الجمهوريّة صادرة أصوليًّا. ولها تاريخ طويل: كالبراءة في العهد العبّاسيّ، والفرمان في العهد العثمانيّ، والمرسوم الملكيّ والجمهوريّ منذ تأسيس الدّولة العراقيّة قبل مائة سنة. هل كان رؤساء أربعة عشر قرنًا على خطأ وفخامة الرّئيس الحاليّ على صواب؟

إنّ قرار سحب المرسوم الجمهوريّ يعدّ إجراءً خطيرًا يؤسّس لحالة عدم استقرار المراكز القانونيّة، ويمزّق النّسيج الوطنيّ، ويخلق فوضى.

على رئيس الجمهوريّة أن يبقى إلى جانب الحقّ، وأمينًا على قسمه بحماية الدّستور والحفاظ على حقوق المواطنين، من دون استثناء، وعدم قبول تأثيرات فئويّة من أيّة جهة كانت أو لا يسمع الّذي من هم حوله الّذين لا ينصحونه في سبيل الصّالح العامّ.

ضروريّ إلغاء المرسوم الخاصّ بالسّحب، واحترام مكانة الرّئاسة الكنسيّة، وتبنّي صيغة جديدة.

أقترح الصّيغة الآتية:

‏ مرسوم جمهوريّ إذا صدر من رئيس الجمهوريّة

أو

أمر ديوانيّ إذا صدر من رئيس مجلس الوزراء

رقم (…)

إستنادًا إلى المادّة(10)  من الدّستور وبموجب الصّلاحيّات المناطة بنا بموجب المادّة (78) منه نأمر بما آتٍ:

1- نعلن أنّ (مار لويس روفائيل ساكو) هو رسميًّا بطريرك الكلدان في العراق والعالم وكاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكيّة بحسب مراسيم بابا الفاتيكان، ويكون متولّيًا على جميع أوقاف الكنيسة الكلدانيّة.

2- على رئيس أوقاف ديوان الدّيانات المسيحيّة والإيزيدية والصّابئة المندائيّة تنفيذ هذا الأمر.

3- ينفّذ هذا الأمر من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرّسميّة.

كتب في بغداد في يوم…. من شهر…. لسنة 2023

توقيع رئيس الجمهوريّة أو رئيس مجلس الوزراء."