العراق
06 تشرين الأول 2025, 11:15

ساكو في أحد الورديّة: لنكن نحن الأقلّيّة المسيحيّة في هذا الشّرق علامة لنموّ السّلام والأخوّة والمحبّة

تيلي لوميار/ نورسات
هذا ما دعا إليه بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو خلال قدّاس أحد الورديّة الّذي ترأّسه مساءً في كنيسة سلطانة الودريّة- بغداد، عاونه فيه المطران باسيليوس يلدو، وكاهن الرّعيّة الأب خوزيه إيمانويل.

وفي تفاصيل عظته، قال ساكو بحسب إعلام البطريركيّة:"في شهر الورديّة هذا، وخصوصًا في هذا القدّاس، وفي كنيسة سلطانة الورديّة، نحن مدعوّون إلى أن نعيش خبرة فريدة من نوعها تتمحور حول علاقتنا بتحقيق السّلام، كعلاقة محبّة والتزام. لنستلهم ذلك من مثال مريم أمّنا الّتي عينها ساهرة على الجميع.

خبرة الرّجاء هذه في خضمّ تقلّبات عالمنا وتحدّيات أوضاعنا، دعوة للعودة إلى إيمانننا وتعميق فهمنا له، والتزامنا به على مثال مريم في شهر الورديّة المخصّص لإكرامها. الإيمان ليس مفصولًا عن الحياة. هذه فرصة لترسيخ إخوتنا مع من نعيش معهم أو نلتقي بهم، لكي نتقدّم على طريق السّلام والفهم والتّآخي والخدمة. 

المشاركة في القدّاس في الأحد الأوّل لشهر الورديّة وفي كنيسة الورديّة، ينبغي أن تغدو زمنًا قويًّا يحمل لنا الرّجاء في السّلام والأمان، خصوصًا في منطقتنا الّتي تعيش حالة من القلق والخوف بسبب لهيب الحروب.

السّلام كمفهومٍ محبّة مسارٌ فكريّ مُلهِم للتّعامل مع الواقع المُريع الّذي نعيشه. نشكر الله على مبادرة حلّ أزمة فلسطين وإيقاف الحرب والعودة إلى الحوار. الإنفتاح على العالم، ضرورة وجوديّة، لمواجهة مشاكل الصّراعات والسّلام، فالشّعوب الّتي تنغلق على نفسها لا تتقدّم.

الكنيسة تقترب من عام الاحتفالات بالذّكرى المئويّة الثّامنة لوفاة القدّيس فرنسيس الأسيزيّ في الثّالث من تشرين الأوّل 1226. هذه الذّكرى لحظةُ مُنيرةُ للتّأمّل في معنى وجودنا نحن المسيحيّين في هذا الشّرق حيث أصبحت الكراهيّة هي السّائدة. لذا، من الضّروريّ أن نتذكّر القدّيس فرنسيس رجل السّلام والحوار والخدمة مع الجميع ونقتدي به. 

الإنجيل يشير إلينا نحن الأقلّيّة المسيحيّة في هذا الشّرق (متّى 17: 20 و5/13) لنكون حبّة الخردل وملح الأرض، في النّموّ والتّأثير لنعطي ثمارًا كثيرة للأخوّة والاحترام والسّلام والعيش المشترك المتناغم. هذا الرّجاء في السّلام علينا أن ندعمه بالصّلاة والسّلوك وبمرافقة أمّنا مريم."