العراق
28 تشرين الأول 2021, 07:50

ساكو في رسامة الأسقف المعاون لأبرشيّة القوش: على الأسقف أن يكون أسقف المعيّة!

تيلي لوميار/ نورسات
رسم بطريرك الكنيسة الكلدانيّة مار لويس روفائيل ساكو، يوم الجمعة، الأسقف المعاون لأبرشيّة القوش بولس ثابت مكو، في قدّاس احتفاليّ عاونه فيه المطرانان ميخا مقدسي وميخائيل نجيب، وشارك فيه السّفير البابويّ في العراق المطران متيا لوسكوفار ولفيف من أساقفة العراق الكلدان وأساقفة من الكنائس الشّقيقة وجمع من الكهنة والرّاهبات، وقائمقام الحمدانيّة وتلكيف، وجمهور غفير من مؤمني أبرشيّتي الموصل والقوش.

وللمناسبة، ألقى ساكو عظة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة الرّسميّ:  

"سيّدنا بولس،

تهانيّ الحارّة لك مع خالص تمنّياتي بالنّجاح وتهاني لأبرشيّة القوش وسيادة المطران ميخا مقدسي، وأدعو كهنتها وشعبها للتّعاون معك لتقدّمها وازدهارها، وتهانيّ لأبرشيّة الموصل وسيّدنا ميخائيل نجيب على اختيار أسقف منها.

جاء في مثل الوزنات بحسب إنجيل متّى قول ينطبق حقيقة عليك:

"نِعِمَّا أَيُّهَا الْخادم الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ" (25/ 23).  

ما قمتَ به من خدمة متميّزة لرعيّتك في كرمليس وفي أبرشيّة الموصل لا يقاس بثمن،  قبل التّهجير وأثناء النّزوح وفي الاحتفال بالعودة.. شكرًا لك. إنَّ الكنيسة الكلدانيّة لم تنسَ ذلك وأتمنّى ألّا تنساه كرمليس أيضًا.. ليستمرّ الرّبّ في مباركتك ومباركة كنيسته.

لقد كنتَ طوال خدمتك تمثّل حضور الله بين إخوتك في كرمليس، اليوم اجعله حيًّا وحاضرًا في أبرشيّة القوش، ومن خلالها في كنيسة العراق… كن شاهدًا لمحبّة الرّبّ وخلاصه، ولتكن خدمتك الجديدة هذه مَسِيرة محبّة وعطاء، تقودُك كلمة الرّبّ وتُضيءُ دربك لجعل كنيسة القوش متناغمة كعائلة واحدة من الأخوة والأخوات في وحدة الإيمان والمحبّة.

وجِّه كلَّ شيء إلى المسيح. من المؤسف أنّ بعض كنائسنا تحمل تجاعيد الشّيخوخة، علينا أن نزيلها ونجدّدها كما يريد الله ويحتاجه مجتمعنا. الطّقوس هي للإنسان وليس العكس. التّقليد (التّواتر الرّسوليّ) في المفهوم المسيحيّ ليس في الوراء، أيّ الحنين إلى الماضي، إنّما يقود إلى الأمام. التّقليد هو قبل كلّ شيء أمانة المسيح لكنيسته في عطيّة الرّوح القدس المستمرّة لها، وفتح الطّريق نحو الحاضر والمستقبل، وإلّا تحوّلت إلى متحف! كلّ شيء في عالمنا يتطوّر وعلى الكنيسة أن تواكب وكذلك الطّقوس. نحن بحاجة إلى المراجعة المستمرّة.

يشير سفر حزقيال 34 إلى الاهتمام بالقطيع (الرّعيّة). هذا يتطلّب أن تكون مثالاً للالتزام الثّابت في خدمة الآخرين، رجل صلاة وليس رجل طقس، مملوء من الله، حالة النّضوج والمسؤوليّة والتّماسك والقدرة على اتّخاذ القرار المناسب والحكيم، وتجنّب النّهائيّات السّائبة الّتي تدمّر الكنيسة. على الأسقف أن يكون أسقف المعيّة، أيّ أن تؤمن بمواهب الجماعة الكنسيّة الموكلة إليك وتحتضنها وتستثمرها.

مهمّة الأسقف الأولى كما جاء في الرّسالة الأولى إلى تيموثاوس. هي التّعليم "عَلى الأُسقُفِ أَن لا يَنالَه لَوم، أَن يَكونَ قَنوعًا رَزينَا مُهَذَّبًا مِضْيافًا، أَهْلاً لِلتَّعْليم" (1/ 3-2). المعلّم يسعى ليعيش ما يعِظ به، وهذا هو الشّيء الأكثر أهمّيّة ليصبح التّعليم شهادة. والإنجيل الّذي وضع على ظهرك هو للإصغاء إليه وإعلانه بشغف وفرح مهما كانت الصّعاب.

فكّر جيّدًا في المسؤوليّات الكنسيّة الملقاة على عاتقك. وأنا وأخوتك نتمنّى لك ولأبرشيّة القوش كلّ خير وبركة سماويّة، ونرافقك بالصّلاة."

وفي ختام القدّاس، شكر الأسقف الجديد بولس ثابت البطريرك ساكو وآباء السّينودس الكلدانيّ على ثقتهم باختياره أسقفًا، كما شكر أهل كرمليس معربًا عن عزمه ببذل جهده في رسالته الجديدة من أجل خدمة الأبرشيّة الجديدة.