العراق
07 آب 2023, 10:20

ساكو في عيد التّجلّي: الحقّ سيبقى إلى الأبد

تيلي لوميار/ نورسات
متذكّرًا مرارة تهجير المسيحيّين في ليلة 6- 7 آب/ أغسطس 2014، وما عاناه ولا يزال يعانيه المسيحيّون في العراق بخاصّة بعد سحب المرسوم الجمهوريّ من بطريرك الكنيسة الكلدانيّة مار لويس روفائيل ساكو، رفع الأخير الصّلاة في عيد التّجلّي، خلال قدّاس إلهيّ احتفل به في كنيسة القدّيسين بطرس بولس- عنكاوا، من أجل أجل نهاية الظّلمة، مؤكّدًا أنّ النّور الإلهيّ سيبقى إلى الأبد.

وفي تفاصيل العظة، قال ساكو بحسب إعلام البطريركيّة: "يضعنا عيد تجلّي يسوع الّذي نحتفل به أمام مقاربة واضحة: ألم وحزن من جهة، ونور ومجد وفرح من جهة أخرى. أنظروا النّور الإلهيّ على وجه يسوع وشخصه. إنّها دعوة لنا كما كانت لتلاميذه الأوائل إلى أن ننظر إلى أبعد من الشّرّ والألم لنرى تجلّي النّور الإلهيّ ليضيء ظلمة هذا العالم وشرّه  الظّلام سوف ينتهي والنّور الإلهيّ سيبقى إلى الأبد.

تجلّي يسوع ومجده هو تجلّينا ومجدنا أيضًا، عندما نندمج فيه ونقتدي به. تقول الرّسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي: "جميعنا أبناء النّور، وأبناء النّهار، لسنا من ليل ولا ظلمة" (1 تسالونيكي 5/5).

نستذكر اليوم بمرارة فاجعة تهجير المسيحيّين في ليلة 6 على7 اب سنة 2014، من مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى. كيف استقبلهم إقليم كردستان مشكورًا وخصوصًا مسيحيّو مدينة عنكاوا المباركة ومدن دهوك وزاخو وقراهما. وماذا فعلت الكنيسة للتّخفيف من معاناتهم من خلال تسكينهم وإطعامهم وفتح المدارس لهم وعيادات خيريّة لمعالجة مرضاهم. وكيف في النّهاية كان اندحار داعش بعد ثلاث سنوات وتحرير المناطق.  

كنّا نرجو بعد هذه المحنة الّتي هزّت المسيحيّين أن يكون المستقبل أفضل، لكن من المؤسف ما يزال المسيحيّون إلى اليوم يعانون من عدم الاستقرار والتّهميش والإقصاء والاستحواذ على مقدّراتهم وبيوتهم وأملاكهم.

ثمّ جاء قرار رئيس الجمهوريّة بسحب المرسوم منّي (علمنا أنّه سيقدم على سحبه من الآخرين) من دون أيّ مسوّغ قانونيّ أو دستوريّ ظالمًا ومهينًا، ممّا زعزع ثقة المسيحيّين بالمستقبل.

لكن ينبغي ألّا نصاب بالإحباط فتجلّي يسوع  يشحن ثقتنا ورجاءَنا بأنّ الحقّ ينتصر والباطل يزول وأنّ الكنيسة والمسيحيّين سوف يخرجون من هذه الأزمة أكثر قوّة وثقة كما خرج يسوع قائمًا وممجّدًا من بين الأموات.

ثمّة تكاتف عراقيّ مسيحيّ وإسلاميّ وخارجيّ أمام هذا الظّلم. ولأوّل مرّة يرفع العراقيّون المسيحيّون رأسهم وصوتهم ليدينوا الاعتداء والظّلم كما فعلوا في وقفة عنكاوا وكرمليس وكركوك وبغداد والبصرة وقره قوش قبل يومين مطالبين الحكومة المركزيّة بحمايتهم من المتطاولين عليهم وممّن يسعون إلى التّغيير الدّيمغرافيّ لمناطقهم. كان الأحرى بالحكومة المركزيّة أن تشكّل لجنة تحقيق في هذه الجرائم كما فعلت بحادثة "الدّبة" في الطّائرة العراقيّة.

بالرّغم من هذا الألم  يشحننا عيد التّجلّي قوّة ويوحّدنا لمواجهة الظّلم مهما طال والحصول على حقوقنا كاملة، وحرّيّتنا وكرامتنا. هذا سيأتي  لأنّ الشّرّ لا مستقبل له".

وفي ختام القدّاس، وجّه ساكو تحيّة إلى الشّبيبة المشاركة في الأيّام العالميّة في البرتغال، وطلب الصّلاة لهم وعودتهم الميمونة لمدنهم.