العراق
23 أيلول 2025, 09:30

ساكو مفتتحًا كنيسة أمّ المعونة الدّائمة: هذا الافتتاح يعطي رجاءً للمسيحيّين الّذين عانوا ولا يزالون

تيلي لوميار/ نورسات
"بفرح كبير والشّكر لله، نفتتح هذه الكنيسة الّتي تحمل اسم مريم العذراء، أمّ المعونة الدّائمة، بعد ترميمها وتجديدها على نفقة البطريركيّة."

هكذا أعلن بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو عن افتتاح كنيسة أمّ المعونة الدّائمة في السّعدون- بغداد، خلال قدّاس إلهيّ رفع خلاله الصّلاة على نيّة جميع الكهنة الّذين خدموا هذه الكنيسة.

ساكو الّذي أعلن كذلك عن "تشييد أربعة عشرة شقّة حديثة ملاصقة للكنيسة، يكون ريعُها للفقراء"، أكّد على أن المسيحيّين هم "جزء أصيل مهمّ من النّسيج التّاريخيّ والاجتماعيّ والثّقافيّ للعراق. ويعبّرون بافتخار عن هويّتهم. هنا نشأت كنيستُنا وتأصّلت، وكنّا الغالبيّة قبل قدوم المحاربين المسلمين في القرن السّابع، ومن هنا انتشرت ووصلت إلى الهند والصّين."

ولفت إلى أنّ "افتتاح هذه الكنيسة ومجمع البابا فرنسيس للشّقق يُعطي رجاءً للمسيحيّين الّذين عانوا ولا يزالون من التّهميش والإقصاء والظّلم."

وأضاف ساكو في عظته بحسب ما نشر إعلام البطريركيّة قائلًا: "منطقة السّعدون هذه، والبتاويين والكرادة وبغداد الجديدة والدّورة كان يسكنها غالبيّة مسيحيّة، لكن هاجروا وتراجع عددهم، بسبب الظّروف المؤلمة والمضايقات وتسليم مقدّراتهم إلى جهة سياسيّة معروفة ألغت حقوق المكوّن، وما بقى أمام الحكومة إلّا أن تسلّمها كنائسنا لتُعيّن هي كهنة لها، كما طالب أحدهم، ويعيّن البطريرك القادم. هذا في عهدي لن يحصل.

حضور المسيحيّين في العراق له أولويّة قصوى بالنّسبة لنا، ونؤكّد دائمًا على البقاء فيه والولاء له، بالرّغم من التّحدّيات العديدة الّتي نواجهها. كنائسنا تعمل باستمرار من أجل السّلام والمحافظة على التّنوّع، ودعم الحوار والتّفاهم مع إخوتنا المسلمين لتعزيز القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة المشتركة والاحترام المتبادل وترسيخ قيم العيش المشترك. 

الإخوة المسلمون يحترمون جدًّا السّيّدة العذراء الّتي تمثّل جسرًا للحوار والتّفاهم.

الكنيسة ليست مجرّد بناء، الكنيسة جماعة مؤمنة لها رسالة روحيّة وخدمة إنسانيّة. رسالة الأديان هي لبناء الإنسان وتوجيه سلوكه ليكون بأبهى صورته وإنسانيّته. الله لا يحتاج إلى البيوت بل إلى القلب حتّى يغدو هو مسكن الله الحقيقيّ. والكنيسة أو الجامع هما تعبير رمزيّ لهذه العلاقة الإيمانيّة والإنسانيّة العميقة. 

هذا يجب أن يكون العراق، لذا يتحتّم على المسؤولين العراقيّين أن يعملوا من أجله وليس من أجل السّلطة والمال. هذه هي السّياسة الحقيقيّة الّتي تطمئنهم و تثبّتهم أكثر من الحملات الانتخابيّة والشّعارات الرّنّانة."

وأخيرًا أنهى ساكو عظته بالقول: "نبقى نحن المسيحيّين نأمل، ونعمل بصبر من أجل وجودنا وكرامتنا وحقوقنا بواقعيّة وشجاعة. ونتطلّع إلى مستقبل أفضل نعيش فيه بحرّيّة وعدالة ومساواة، ولا نستسلم للشّرّ، فالشّرّ لن يدوم. بهذه المناسبة نطلب شفاعة العذراء، أمّ المعونة الدّائمة من أجل بلدنا وبلدان المنطقة، وكنيستنا."