العراق
27 كانون الثاني 2020, 12:15

ساكو: وحدتنا مطلب جوهريّ ومصيريّ ومن دونها نبقى ضعفاء وننتهي

تيلي لوميار/ نورسات
رفعت البطريركيّة الكلدانيّة في العراق الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، في ختام الأسبوع، في كاتدرائيّة مار يوسف للكلدان- الكرّادة، برئاسة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، بحضور شليمون وردوني، باسيليوس يلدو، روبرت جرجيس، والمونسنيور جوزيف نرسيس والأرشمندريت ألفريد يونان ولفيف من الكهنة والرّهبان والرّاهبات وجمهور من المؤمنين.

تخلّلت الصّلاة تأمّلات حول الوحدة وتراتيل وقراءات من الكتاب المقدّس.

هذا وألقى البطريرك ساكو عظة قال فيها بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ: "بسرور وإيمان ورجاء نحتفل في بغداد، بأسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين تحت شعار "إنسانيّة قلّ نظيرها" (أعمال الرّسل 28: 2).هذه الصّلوات أعدَّتها لجنة مسكونيّة ضمّت ممثّلين عن الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة والبروتستانتيّة. إنّهاثمرة وحدة كنائسنا في عملها الجماعيّ الّذي يعزّز الحركة المسكونيّة.

 تتمحور الصّلوات هذا العام  حول نصّ (أعمال الرّسل 28: 1-10)  الّذي يروي سَفَر بولس الرّسول إلى روما، ونجاته مع ركّاب السّفينة من الغرق، ولجوئه إلى جزيرة مالطا حيث استضافتهم الجماعة المسيحيّة هناك "بإنسانيّة قلَّ نظيرها" (أعمال الرّسل 28: 2).

المسيحيّون المنتمون إلى كنائس مختلفة، يُعانون من انقسامات، بسبب التّراكمات التّاريخيّة والأحكام المسبقة. هذا الانقسام يجعلهم ضعفاء ويعرقل شهادتَهم المسيحيّة في المجتمعات المتنوّعة الّتي يعيشون فيها. وأذكر العراق على سبيل المثال لا الحصر. في وسط الظّروف الصّعبة والحسّاسة الّتي عشناها ولا نزال نعيشها، من قتلى وجرحى ومخطوفين ومهجّرين ومهاجرين، وحالة من فقدان سلطة الدّولة والسّيادة الوطنيّة لا نزال نحن المسيحيّين منطوين على أنفسنا وخائفين وقلقين، بدل أن نجمع طاقاتنا ونعمل معًا كفريق واحد بحكمة للإسهام بجدّيّة في حلّ المشاكل ليعود السّلام والاستقرار إلى ربوع وطننا.

يؤسفني القول إنّنا عندما نطرح فكرة أو مبادرة للتّوحيد تنطلق من مسؤوليّتنا وهمّنا يهبُّ من هنا وهناك من يقول إنّ لا مانع لديه من أيّ عمل مشترك شرط ألّا يكون مسيحيًّا، بل قوميًّا، أو علمانيًّا، ولكن في النّهاية ليس لديه حماسة لأيّة خطوة عمليّة في سبيل تحقيق ذلك. وهذا التّشتّت يسري على كنائسنا أيضًا!

نتقدّم نحو الوحدة، عندما نتحلّى بالإيمان والمسؤوليّة ونقرأ علامات الأزمنة بتأنٍّ ونُصغي بإنسانيّة عميقة إلى صرخة الموجَعين المظلومين ونخفّف من معاناتهم كما فعلت جماعة مالطا مع بولس ومن معهم باستضافتهم والاهتمام بهم. وهذا ما يطالبنا به الإنجيل (طالع متّى فصل 25). هذا الانفتاح على الآخرين وقبولهم والاهتمام بهم يقودنا إلى الوحدة والشّركة الكاملة والشّهادة المطلوبة.وحدتنا مطلب جوهريّ ومصيريّ، ومن دونها نبقى ضعفاء وننتهي. لنصلّ على هذه النّيّة ونعمل في سبيل تحقيقها".