ثقافة ومجتمع
18 تشرين الأول 2018, 13:00

سامحت قاتل ابنتها.. قصّة غفران بلا حدود

ميريام الزيناتي
ما من قوّة تقف في وجه أمّ تبحث عن الثّأر لأولادها، فهي مستعدّة للقتال من أجل الحفاظ عليهم ومحاربة كلّ من يؤذيهم. ولكن عندما يكون الإيمان بالله قويًّا، وعندما يمتلئ القلب رجاءً، يختفي الحقد وتسلّم الوالدة نفسها لمشيئة الله.

 

ولعلّ أكبر دليل على الغفران غير المشروط، والرّجاء القويّ بالله، قصّة والدة ماندي مارتينز الّتي غفرت لقاتل ابنتها. فبينما كانت الشّابة البالغة من العمر 31 عامًا تمارس رياضتها المسائيّة المعتادة، انقضّ عليها مدمن تحت تأثير المخدّرات، وطعنها سبع طعنات. لم تصل المساعدة إلى الفتاة في الوقت المناسب، ففارقت الحياة.

وبينما توقّع الجميع ردّة فعل قاسية من جهة والدتها، جاء جواب الأخيرة مفاجئًا، هي الّتي أكّدت مسامحتها قاتل ابنتها، مسلّمة أمره للقاضي الأعظم.

وتؤكّد الوالدة، بحسب موقع “infochretienne”، أنّ لا مكان في قلبها للضّغينة، بالرّغم من الجرح الّذي تسبب به مقتل فتاتها الّتي كانت تتحضّر للزّواج.

 "لم أتخيّل أبدًا أن ترتدي ابنتي فستان الزّفاف الّذي ابتعاته في دفنها، هذا ما كسر قلبي"، تقول الوالدة، لافتة في الوقت عينه إلى أنّها تعيش بسلام مدركة أنّ ابنتها في كنف الله.

غفران هذه الأمّ يعلّمنا أهمّية المسامحة، ويدعونا إلى تسليم أمورنا لله والتّشبه بابنه الّذي سامح صالبيه، فما من قوّة أعظم من المحبّة والغفران.