ثقافة ومجتمع
19 تشرين الثاني 2015, 22:00

سامحنا يا وطننا الجريح

غلوريا بو خليل
تَغنّى كثيرون بلبنان وبجماله وبتاريخه وبعنفوانه؛ فكان لوديع الصافي "قطعة سما"، ولفيروز والرحابنة "الكرامة والشعب العنيد" وللبابا القديس يوحنا بولس الثاني "الرسالة"!

المسيح وطأ أرضه وأَحبّه وباركه، ومريم العذراء زارته وانتظرت المسيح على مشارفه، والرسل مَرُّوا به، وارتفع القديسون منه مسبحين ممجدين.
لبنان، وطننا العظيم، أنت أعجوبة من أعاجيب الرَّب... أنت لبنان الأخضر "الحلو"... ولكن ماذا فعلنا بك يا لبنان؟
خطيئتنا عظيمة لا تُغتفَر، ائتُمنا عليك ولكننا أساْنا الأمانة! وهبنا إيّاك الرب جنّة غنّاء مميّزة، ونحن ماذا فعلنا بك؟ حرقنا أحراشك، قطعنا أشجارك، شوّهنا سفوحك، لوّثنا بحرك ومياهك، غيّرنا معالمك وحوّلناك الى حجارة.
سامحنا يا وطننا العظيم لأننا لا نعرف كيف ننتمي إليك،
سامحنا يا وطننا العظيم لأننا خذلنا إستقلالك ولم نترفّع عن مصالحنا الخاصة.
نعم، لم نترفّع عن مصالحنا الخاصة لأننا لم نتحرّر مِن أنانيتنا وسطحيتنا وادعاءاتنا.
أنت نلت الاستقلال بجدارة يا وطننا العظيم أما نحن فلا، لم نعرف حتى اليوم أن نكون أحراراً على مثالك.
سامحنا يا وطننا العظيم، سامحنا يا لبناننا، لأننا شوّهناك فآلمناك وما احترمناك. سامحنا.