لبنان
10 كانون الثاني 2023, 09:45

سويف: طوبى للإنسان الّذي تعمّد

تيلي لوميار/ نورسات
شدّد راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف على أهمّيّة المعموديّة "أكبر عطيّة من الرّبّ وأعظم نعمة تمنحها العائلة المسيحيّة للأولاد"، وذلك في قدّاس الدّنح الّذي ترأّسه في العيد في كنيسة سيّدة الخلاص- شكّا، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري فادي منصور ومعاونه الخوري رولان معربس والقيّم الخوري خالد فخر، بحضور المؤمنين.

وعن سرّ المعموديّة قال سويف أيضًا: "طوبى للإنسان الّذي تعمّد، فهي أكبر عطيّة من الرّبّ وأعظم نعمة تمنحها العائلة المسيحيّة للأولاد. إنّها نعمة الحياة الّتي نعيشها في المسيح طوال حياتنا. فالكاهن المعمِّد يقول: فلْيُعَمَّد هذا الطّفل حملاً في رعيّة المسيح باسم الآب والإبن والرّوح القدس للحياة الأبديّة. فهذه الحياة الأبديّة الّتي منحناها يسوع بموته على الصّليب وقيامته تُزرَع فينا من لحظة المعموديّة. لذا فمعموديّتنا هي تشبّه بمعموديّة يسوع إبن الله، الكلمة، والّذي به كان كلّ شيء ليس بحاجة للعماد، لكنّه قبل أن يسير بمعموديّة الشّريعة ليحضّر إلى تحقيق الشّيء الّذي أتى لأجله وهي الصّبغة الأخرى الّتي يشتاق ليستبغ بها وهي موته على الصّليب.  

فعندما نقدّم الطّفل الى المعموديّة فهو يشترك بحياة المسيح، ميلاده موته وقيامته فإلى الحياة الأبديّة.

المهمّ أن نحافظ على هذه المعموديّة في حياتنا وهو ليس بالأمر السّهل، فعلينا أن ننمّي فينا نعمة الحياة الأبديّة الّتي باعتقاد الكثيرين تبدأ مع الموت، ولكن بالعكس فهي روحيًّا ولاهوتيًّا تبدأ بالمعموديّة، إذ أنّ الحياة في المسيح تبدأ معه وتستمرّ حتّى إلى ما بعد الموت.

نحن نطلب من المسيح في زمن الدّنح المبارك هذا أن يعطينا نعمة أن نعيش مثله ونفكّر ونخدم ونحبّ مثله. فمشروع حياتنا المسيحيّة هي المحافظة على وديعة الإيمان الّتي نحملها منذ العماد من خلال الأهل وبعدها من خلال الاختبار الإيمانيّ الواعي والشّخصيّ.

ماء العماد وهو الماء الّذي يعطينا إيّاه الرّبّ مصبوغ بالرّوح القدس وهو يزيدنا بالنِّعَم في نموّنا وعيشنا اليوميّ حيث نسعى أن نعيش بنعمة الرّوح القدس وهو عطيّة الله الآب الّذي يقودنا لنفهم مَن هو يسوع ونفهم كلام الرّبّ ونميّز في حياتنا ونتحرّر ونتجدّد في مسيرتنا."

وأنهى سويف عظته مصلّيًا "لكي نتجدّد في عيد الدّنح المبارك حيث يحمل كلّ منّا الإنسان القديم وأتعابنا وضعفنا وخطايانا وجراحاتنا طالبين من الرّبّ أن يجدّدنا بروحه القدّوس ويطهّرنا ويبارك حياتنا فنكون شهود محبّة بعيدين عن الانقسامات في عائلاتنا ومجتمعنا، فنحن مشروع إيمان والتزام حقيقيّ بيسوع المسيح."

وبعد القدّاس، إلتقى راعي الأبرشيّة بالمؤمنين في قاعة الرّعيّة لتبادل تهاني العيد.