سويف في قدّاس كاريتاس- إقليم الزّاوية: القليل الّذي نعطيه بحبّ يكون بركة وخير
في بداية القدّاس، كانت كلمة لرئيسة الإقليم حنان الشّويتر، تحدّثت فيها عن رسالة كاريتاس، شاكرة سخاء وعطاء المتبرّعين "شركاء كاريتاس الحقيقيّين في رسالتها الإنسانيّة"، مؤكّدة لهم أنّه "بدعمهم السّخي، نستطيع أن نغرس بذور الخير والتّضامن في مجتمعنا ونحدث فرقًا حقيقيًّا في حياة الأفراد".
وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران سويف عظة قال فيها بحسب إعلام الأبرشيّة: "في بداية تأمّلي أودّ أن أدعوكم إلى أن نتّحد مع غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، ومع كلّ أعضاء السّينودس وكلّ كنيستنا المارونيّة في هذا الشّرق والعالم حتّى نقول مبروك اليوم للبابا الجديد لاون الرّابع عشر الّذي ينصّب في هذا الوقت ويبدأ رسميًّا رسالته كخليفة لبطرس.
أنا فخور جدًّا أن تكون هذه الرّعيّة المباركة تستضيف القدّاس السّنويّ لرابطة كاريتاس لبنان إقليم الزّاوية، وهنا أودّ أن أحيّي رئيسة الإقليم حنان، وأشكرها على جهودها وكلّ فريق العمل والشّبيبة والمتطوّعين، وعلى الكلمة المميّزة جدًّا والّتي رسمت فيها مشروع كاريتاس وروحانيّته".
كما حيّا رئيس رابطة كاريتاس والأقاليم وجميع المشاركين وتمنّى "لكلّ الإدارات الجديدة الّتي نبتت في منطقتنا خدمة مدنيّة اجتماعيّة عامّة مباركة، وموفّقة، لأنّ الخدمة العامّة هي أيضًا بروحانيّة الرّعاية الّتي لا تمّيز".
وقال: "نشكر الرّبّ أنّ لبنان لا يزال بألف خير بعد هذه الانتخابات وبعد هذه الحركة الدّيمقراطيّة، الّتي تدلّ على أنّ لبنان بصحّة جيّدة. نأمل أن يتعاون الجميع من خير ومن ربح من أجل المصلحة العامّة وهي نموّ الإنسان والمجتمع في منطقتنا ووطننا لبنان الّذي يحتاج إلى ذهنيّة جديدة ومقاربة جديدة للمواضيع مبنيّة على المحبّة".
وتحدّث المطران سويف في عظته عن الرّعاية عندما قال يسوع لسمعان ابن يونا "أتحبّني ارع خرافي"، مشيرًا إلى أنّ "هذا هو موضوعنا الأساسيّ ومحبّتنا الأساسيّة. فيا أحبّائي نحن نلنا نعمة كبيرة من يسوع المسيح، تعمّدنا فيه والتقينا به، وأصبحنا خليقة جديدة بيسوع المسيح، كما جاء في الرّسالة، أصبحنا أبناء القيامة انطلاقًا من حقيقة هي محبّة الله للإنسان الّتي لا حدود لها، والّتي لا تميّز، وهي منفتحة على الجميع، المحبّة الّتي هي عطاء ومقاربة، وتضامن، وتفتّش عن الضّعيف. والرّعاية ليست منوطة فقط بالبابا، والبطريرك، والمطران، والكاهن، إنّما نحن جميعًا مدعوّون أن نشترك في موضوع الرّعاية، لأنّ كلّ واحد منّا هو مدعوّ كي يكون الرّاعي الصّالح.
إنّ هدف كاريتاس، هو ألّا يوجد كاريتاس بعد اليوم، وأن تكون كلّ عائلة من عائلاتنا "كاريتاس"، وأن يكون مشروع المحبّة موجودًا في كلّ بلدة أو قرية من قرانا، ولكن لا بدّ من تنظيم هذه الخدمة من هنا وجدت كاريتاس. حتّى تنظّم وترتّب، وحتّى تدفع الرّعيّة نحو الخدمة بمحبّة. كاريتاس هي خدمة إنسانيّة النّاس بحاجة إليها، وكاريتاس هي نفس ونهج ومدرسة عطاء مادّيّ وإنسانيّ.
من خلال خبرتي بكاريتاس الدّوليّة، لا تعتقدوا أبدًا أنّ هذه الأموال الّتي تجمع هي من منظّمات ومصادر كبيرة، إنّما هي تأتي من فلس الأرملة، لأنّ القليل الّذي نعطيه بحبّ يكون بركة وخير. نتمنّى لكاريتاس لبنان أن تعيش برنامج هذا العام المميّز بالإيمان والإنسانيّة لأنّه من دونهما لا يوجد لبنان، ونكون إنسانيّين بتعاطينا مع بعضنا البعض كي يبقى لبنان بلد الايمان، والرّسالة، والخير".
قي ختام القدّاس شكر الأب عبّود باسم رابطة كاريتاس لبنان راعي الأبرشيّة المطران يوسف سويف هو الّذي ينضوي تحت رعايته أكثر من إقليم، مشيرًا إلى أنّ "المطران سويف كان من المسؤولين الكبار في كاريتاس مع الفاتيكان والّذي ساهم في وضع نهج وثيقة كاريتاس العالميّة".
وأضاف: "كاريتاس لبنان مستمرّة في تأدية رسالتها وبدون إحباط لأنّ الله سيبقى معنا وحملة التّبرّع لهذه السّنة كانت أكبر علامة بأنّه معنا من خلال اندفاع وتجاوب النّاس ونحن ننحني أمام كرمهم".
وإختتم: "نحن نحبّ الفقراء ولكن الله يحبّهم أكثر منّا، وكلّ فقير يدقّ بابنا نقول له صلّي لنا للرّبّ ليعطينا لكي نعطيك. لذلك نؤمن بأنّ كلّ محتاج تأتي رزقته معه".