لبنان
22 كانون الأول 2021, 14:30

سويف في نشاطات الميلاد: بالصّلاة كلّ شيء سيمرّ

تيلي لوميار/ نورسات
شارك راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف في الرّسيتال الميلاديّ في كفرحورا ورشعين، علمًا أنّ زيارته إلى كفرحورا هي الأولى له وقد عبّر عن فرحه بإتمامها في زمن الميلاد، وذلك في كلمة روحيّة قال فيها: "حقيقةً يا أحبّائي نحن لا يمكننا إلا أن نشكر الرّبّ على المناخ الميلاديّ وخاصّة في هذه السّنة، الّتي فيها نعيش يوميًّا بجوّ من المأساة، هناك مأساة حقيقيّة وحزن ووجع وجوع... ولكن يسوع كلمة الله المتجسّد وُلد بالمأساة، والألم، والجوع، والإضطهاد، والحرب... فكلمة الله خالق الكون ولد في مغارة صغيرة، وهذا يدّلنا أنّنا في لبنان خاصّة وفي هذه المنطقة المتألّمة من هذا الشّرق الأوسط، وفي كلّ مكان في العالم حيث يوجد معاناة وخطيئة وانقسام وظلم، علينا أن نعرف أنّ هناك سيولد يسوع.

يسوع ليس هنا فقط بل يسوع هو هناك أيّ في المناطق البعيدة حيث الإنسان بعيدًا عن الرّبّ: فهناك يولد يسوع. حيث لا تزال العائلة تعيش الحقد والانقسام: هناك يولد يسوع. حيث لا تزال الكنيسة تواجه صعوبات ومشاكل وتحدّيات: هناك يولد يسوع. حيث لا يزال وطننا الحبيب في كلّ لحظة من تاريخه الطّويل يعاني المأساة والعذاب والقهر: هناك أيضًا يولد يسوع. سيولد يسوع فيكم وفينا، في بيوتنا وعائلاتنا، في ضمائرنا وقلوبنا، لكي حقيقةً يقودنا إلى الرّجاء والفرح والقوّة والتّحدّي والصّمود، ومن خلالنا يولد في الكنيسة، في لبنان، وفي كلّ نقطة من ربوع هذه الأرض.

هذا هو الميلاد الّذي يجب أن نُعيشه هذه السّنة بطريقة جدًّا مباشرة من خلال هذه النّعمة الّتي أعطانا إيّاها الرّبّ في الكنيسة الجامعة وهي مسيرة السّينودس. فنحن دخلنا بالسّينودس وهذه فرصة لأتوّجه لكم في رعيّة كفرحورا وفي كلّ رعايا الأبرشيّة ولكلّ المؤمنين والمؤمنات: تعالوا ندخل بروح السّينودس وبروحيّة البابا فرنسيس الّذي دعانا لكي نعيشه بالشّركة أيّ المحبّة في الكنيسة الجامعة، وبالوحدة مع الله ومع بعضنا البعض. فنعيش المشاركة مثل المسيحيّين الأوائل الّذين كانوا يتقاسمون كلّ شيء فيما بينهم. هناك يولد يسوع من خلال المشاركة والرّسالة. ولكي نعيش الرّسالة علينا القيام بما قاله لنا البابا فرنسيس وبما تدعونا إليه الكنيسة في توجيهاتها: إذهبوا، وبشّروا انطلقوا إلى العالم. فالبابا فرنسيس في بداية حبريّته كان يقول أُريد كنيسة تخرج إلى العالم لكي تلتقي بكلّ إنسان ولكي تسمع له، وهذه هي الرّسالة."

ثم شكر الرّبّ على مسيرة السّينودس، ودعا كلّ شخص ليعيشه "في بيته، في رعيّته، في الفرق الرّعويّة أوّلاً باللّقاء، واللّقاء هو أوّلاً الصّلاة، لأنّ السّينودس هو أن نسمع صوت الرّوح القدس بقلوبنا وبحياتنا ونُنادي ونناجي: أُناديك يا ربّ. و من ثمّ الّذي يسمع صوت الله في قلبه، لا يمكن أن يقسّي قلبه كما يقول المزمور: اليوم إذا سمعتم صوته فلا تُقسّوا قلوبكم. فالّذي يسمع صوت الله يُصبح قلبه نقيًّا و طاهرًا، فيستطيع بالتّالي أن يشعر مع الإنسان المتألّم، الفقير، المجروح، البائس ويلتقي بهم ويساعدهم".  

أمّا في رعيّة مار يوحنّا المعمدان- رشعين فقال: "في هذه الأمسية نُصلّي أنا وإيّاكم صلاة نرفعها إلى الرّبّ، إلى طفل المغارة لكي يبقى لبنان وطنًا رسالة فلا نخسره. بصلاتنا وإيماننا وصلابتنا وصمودنا، بجهادنا ومحبّتنا وانتمائنا سيدوم لبنان إلى الأبد.

وتمنّى سويف "ألاّ نفقد هذه الأرض الجميلة الّتي أعطانا إيّاها الرّبّ والّذي قال عنها في الكتاب المقدّس: هذا وَقفٌ لي. فالله اكتشف عمق الإيمان الكائن في أبناء هذه الأرض. وكما قال الرّبّ للمرأة الكنعانيّة إنّه مثل إيمانها لم يرَ أبدًا، فبالتّأكيد يسوع لا يزال يقول اليوم مثل إيمان اللّبنانيّ الصّامد لم يرَ ولن يرَ فيبقى لبنان وطن الرّسالة."

وأنهى مؤكّدًا أنّه "هناك ألم وجوع ولكن بالتّأكيد هناك مساعدات كثيرة، إذ لا يمكننا إلّا أن نشكر الله على التّعاضد الموجود في قلب الرّعيّة، في قلب رعايانا، في قلب الأبرشيّة وفي قلب الكنيسة. فأحبّاؤنا الّذين غادروا هذا الوطن لم يتركوه، لأنّهم يحسّون ويشعرون ويدفعون من أموالهم ومن محبّتهم، من عاطفتهم واهتمامهم لكي يبقى لبنان ونصمد ونستمرّ. فنشكر الرّبّ على أهلنا في الانتشار.  

حقيقةً إنّنا نحن المقيمين الّذين نعيش في قلب المعركة رغم معرفتنا أنّنا في آتون النّار فنحن على ثقة أنّ ملاك الرّبّ يأتي إلينا يُقوّينا ويُشدّدنا ويقول لنا لا تتراجعوا بل اصمدوا، رغم الضّيق والشّدّة لا بدّ أن تمرّ هذه الغيمة بإذن الله، فبالصّلاة كلّ شيء سيمرّ.  

وأنهى متمنّيًا للرّعايا وللأبرشيّة عيدًا مباركًا، "وعلى كلّ النّاس البعيدين قبل القريبين، والّذين يعيشون في الظّلمة قبل الموجودين بالنّور، والّذين لا يزالون يعيشون في الخطيئة قبل الّذين يعيشون بالنّعمة. فالرّبّ يريد الكلّ، ويريد أن يجمع كلّ النّاس في قلبه لكي يعيشوا فرح العيد وفرح الخلاص: اليوم وُلدَ لنا مُخلّصٌ وهو المسيح الرّبّ. إنّه عيد الخلاص، عيد الرّجاء، عيد الفرح، ولادة السّلام وملك السّلام يحلّ في قلوبنا أجمعين."