لبنان
14 آذار 2023, 14:50

سويف: للإعتراف بجميل كبارنا والعودة إلى إنسانيّتنا

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، أمس الإثنين، بقدّاس عيد مار يوسف في كابيلّا مار يوسف في دار الرّاحة ميلاد الغزال- مجدليا، عاونه فيه مرشد الدّار الخوري سركيس سيمون عبدالله، تمّ خلاله تكريم سيّدات خدمن في الدّار.

خلال العظة عبّر المطران سويف عن فرحه للمشاركة في دار الرّاحة مع "كبارنا" "في هذا المكان المليء بالدّفء والرّوحانيّة والعطاء"، وقال: "نعيش الصّوم ونجسّده بأعمال محبّة متنوّعة وأهمّها خدمة المحتاج والمسنّين الّذين هم: كبارنا وفخرنا. هم ضحّوا وأسّسوا البيوت والعائلات ونحن اليوم نعيش قِيَم الإنجيل عندما ننحني أمام جهودهم وعطائهم وبذلهم لذاتهم. وتكريم السّيّدات اللّواتي خدمن وتعبن وضحّين هو تأكيد على هذه الخدمة المهمّة والسّامية، فقد أعطين من حياتهنّ ووقتهنّ. فتحيّة لجميع القيّمين على المأوى ويتابعون رسالته."

وتابع: "نشكر الرّبّ في هذه المناسبة على مار يوسف الّذي تحمّل مسؤوليّة عُظمى دعاه إليها الله إذ أشركه مع مريم بأعظم حدث في تاريخ الإنسانيّة ألا وهو تربية الكلمة المتجسّد. مار يوسف الصّدّيق والبارّ، ذاك الإنسان الّذي قلبه وفكره وكيانه موجّهين للرّبّ الّذي دعاه مع مريم للاشتراك في تاريخ التّجسّد، عبر الكلمة الّذي حلّ فينا رفع الإنسانيّة بموتها وشقائها وخطيئتها وسمّرها معه على الصّليب ومن جديد أعطاها الحياة لمّا ولد من جديد في القيامة. كلّ هذا التّدبير تحضّر من خلال العذراء ويوسف."

وأضاف: "علاقة يوسف مع الله هي صادقة وغير مزيّفة، فيها نقاء يتجسّد بعيش العلاقة الصّادقة مع الإنسان. البارّ هو الّذي يطلب من الرّبّ أن يساعده أن يميّز ويسمع صوت الله بالرّغم من كلّ الأصوات والضّجّة الّتي يسمعها في حياته. فسماع صوت الله هو سماع إرادة الرّبّ المتجسّدة في العلاقة مع البشر."

وشدّد: "الخدمة مع الكبار- كبارنا تعني شكر الرّبّ عليهم وفيها يطلب الإنسان أن يبعده الرّبّ عن الأنانيّة، فلا ننسى أنّنا وصلنا إلى ما نحن عليه في حياتنا الحاضرة بفضل كبارنا وتضحياتهم وتعبهم علينا. فتكريمهم يعني شكرٌ دائم وتقديرٌ لهم. كم يفرح المسنّ عندما يرى حوله مَن يحبّه ويسمعه ويخدمه ويقدّر تعبه وتاريخه".  

ودعا سويف "الشّبيبة أن تأتي وتختبر الخدمة في الدّار مع الكبار، من خلال الحضور معهم للاستماع إليهم والتّعلّم من خبرتهم لأنّهم بركة في حياتنا. يكفي أن يتضرّعوا للرّبّ من أجلنا ويصلّوا لنا."

وإختتم عظته قائلاً: "أتكلّم إلى ضمير كلّ منّا بالاعتراف بجميل كبارنا معبّرين عن محبّتنا لهم وانحنائنا أمام تضحياتهم وهي دعوة للعودة إلى إنسانيّتنا. فالشّكر لكلّ مَن يؤدّي خدمة في هذه الدّار والعمل في مختلف قطاعاته. أتمنّى أن نكون دومًا عائلة تشكر الرّبّ على نعمه وعطاياه الدّائمة لنا."