لبنان
16 آب 2022, 11:50

سويف من سيّدة الغسّالة- القبيّات: نرفع صلاتنا لأجل لبنان المتألّم

تيلي لوميار/ نورسات
مع أبناء رعيّة سيّدة الغسّالة- القبيّات، احتفل راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف بعيد انتقال السّيّدة العذراء بالنّفس والجسد إلى السّماء، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه بحضور فعاليّات، عايد خلاله الجميع وتمنّى أن "تكون العذراء مريم دائمًا إلى جانب بلدنا لبنان وإلى جانب كلّ بلدة ومدينة وقرية فيه، فتساعدنا في تجديد الإيمان والرّجاء والحبّ".

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى سويف عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نرفع صلاتنا لأجل لبنان المتألّم، متمسّكين برجائنا وإيماننا، فنحن نعرف ونيقن، كما يعرف تمامًا أبناء هذه المنطقة الّتي نحتفل اليوم فيها بعيد انتقال العذراء، أنّه في تاريخنا القديم كما الحديث وأمام كلّ الصّعوبات تكون العذراء مريم ملجأ أمينًا ودائمًا لنا، ما دفعنا أن نردّد دون انقطاع "صلاتك معنا يا أطهر العباد كوني عوننا حسب المعتاد" وعندما نقول حسب المعتاد نؤكّد أنّ العذراء اعتادت أن تكون دائمًا إلى جانبنا وجانب بيوتنا ووطننا الحبيب المتألّم في كلّ محننا وأزماتنا وضيقاتنا ومرضنا. كما نرفع صلاتنا اليوم على نيّة كلّ فرد منّا، حتّى يدرك أنّ عليه أن يتحمّل المسؤوليّة الملقاة على عاتقه أكان في الكنيسة أو المجتمع، والمسؤوليّة ليست مركزًا أو مجدًا دنيويًّا إنّما انحناء لخدمة الإنسان الضّعيف والمجروح والمتألّم بهدف الحفاظ على كرامته".

وأضاف: "دعونا نشكر الرّبّ المتواجد معنا ومع البشريّة جمعاء بشكل دائم، فعيد انتقال أمّنا مريم العذراء إلى السّماء بالنّفس والجسد، الّذي نحتفل به اليوم ما هو إلّا علامة لحضور الله مع الإنسان من خلال شخص مريم العذراء، الّتي لعبت دورًا مميّزًا ومهمًّا في تاريخ البشريّة وفي تاريخ الخلاص، فأمست أمًّا للكون وللحياة. كما نشكر الرّبّ على هذا اللّقاء، الّذي يتجدّد سنويًّا، حيث نلتقي بتقليد سنويّ مع أبنائنا في القبيّات والقرى المجاورة لها. وفي هذا العيد، قد يكون أفضل ما نفعله هو التّأمّل بسرّ مريم العذراء، فكلّما غصنا في هذا السّرّ كلّما اكتشفنا المزيد من النّعم والعطايا، فمريم هي ابنة الآب السّماويّ وأم المسيح المخلّص وعروس الرّوح القدس، الّتي تمكّنت من خلال طاعتها من إحداث تبدل جذريّ وأساسيّ في تاريخ البشريّة".  

وقال سويف: "نحن نعلم أنّ عدم طاعة الله الّتي ظهرت عند أبينا آدم وأمّنا حواء، ما أدّى إلى دخول البشريّة في دوّامة من الحزن العميق والألم الشّديد والموت الأبديّ، لكن عندما تمّ ملء الزّمن الّذي فيه أرسل الله الآب ابنه الوحيد يسوع المسيح، حتّى يكون الكلمة المتجسّد، اختار العذراء مريم ابنة النّاصرة، اختارها من خلال تكرّسها وتواضعها فجعلها مملوءة نعمًا. والعذراء مريم من خلال موقف بسيط ومهمّ في آن معًا، من خلال (النّعم) الّتي قالتها غيّرت مسار ومصير البشريّة مجتمعة، فمثلما عشنا العصيان مع حوّاء الأولى عشنا الطّاعة مع حوّاء الثّانية، فمع عصيان حوّاء الأولى، دخلت البشريّة إلى الموت وبطاعة حوّاء الثّانية عدنا إلى الحياة، وهذه محطّة مفصليّة ليس للمسيحيّين وحسب إنّما الجنس البشريّ ككلّ".

ورأى أنّ "مريم ابنة الآب وأمّ الإبن وعروسة الرّوح القدس امتلأت من النّعم من خلال طاعتها ومن خلال (النّعم) الّتي قالتها، وهنا نطرح السّؤال حول مصير البشريّة لولا وجود السّيّدة العذراء، الّتي أراد الله أن يكرّمها، والّتي أراد المسيح القائم من بين الأموات أن ينقلها إلى السّماء، وهذا عيدنا اليوم، عيد عبور العذراء مريم، وفي الحديث عن العبور إشارة واضحة إلى الفصح والقيامة والحياة الجديدة. من خلال انتقال العذراء إلى السّماء، أعطانا الله إشارة واضحة، إذ أنّنا عندما نعيش الطّاعة للرّبّ والتّواضع أمامه وأمام مشروعه في حياتنا ندخل إلى الحياة الأبديّة ونعبر نحو ملكوت الله فنعيش معنى القيامة والحياة الجديدة".

وإختتم سويف: "لا بدّ من أن نشكر الرّبّ على وجود مريم وحضورها ودورها بتاريخ الخلاص، ونسأل شفاعتها حتّى نتمكّن من أن نقول نعم لمشروع الرّبّ في حياتنا وحتّى نتمكّن من أن نخدم ولو بشكل بسيط هذه البشريّة كما خدمتها هي".

وخلال القداس شكر سويف لخادم الرّعيّة الخوري نبيل الزّريبي خدمته الطّويلة وتفانيه من أجل كلّ أبنائها، وأعلن تسلّم الخوري جوزيف البيسري خدمة رعيّة سيّدة الغسّالة في القبيّات.