لبنان
22 كانون الأول 2020, 08:50

سويف من طرابلس: لا يمكن أن يستمرّ وطن في هذا المسار

تيلي لوميار/ نورسات
"من طرابلس إلى كلّ لبنان نعم لميلاد التّجدّد والحبّ والرّجاء"، دعوة أطلقها رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة يوسف سويف، في كلمة بختام رسيتال الميلاد العاشر الّذي أحيته جوقة مار رعيّة مار مارون مساء السّبت في كنيستها في طرابلس، بحضور خادمها المونسنيور نبيه معوّض، ومنسّق لجنة الحوار الإسلاميّ- المسيحيّ جوزاف محفوض، ولفيف من كهنة الأبرشية، وجمع من أبناء الرّعيّة والرّعايا المجاورة.

وللمناسبة، قال سويف نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "الثّورة هي ثورة محبّة، وإنّ هذه اللّيلة المقدّسة الّتي نعيشها مع كورال مار مارون، هذه الرّعيّة الّتي لها في قلبي وفي قلوبكم جميعًا، هي حقيقة تتويج لثورة المحبّة الّتي بدأها الله خالق الكون، منذ اللّحظة الّتي ترك فيها الانسان الله، واعتقد أنّه هو الله، فاكتشف عريه، وأنّه وقع في الموت، عندها فقد الحبّ والسّلام والحياة، وعندها بدأت ثورة المحبّة مع الله، وتوّجت بكلمته الّتي صارت جسدًا وحلّت فينا، فأبصرنا مجده ومجد وحيده من الاب.

بكلّ مشاعر الحبّ والعاطفة أعود اليوم لأقف أمامكم في كنيسة مار مارون بعدما وقفت فيها العام 1997 مشاركًا في رسيتال الميلاد، أعود إليها اليوم لأقف أمامكم مشاركًا في رسيتال 2020، الّتي هي سنة الوجع والألم والمحنة والوباء، هذا الوباء الّذي اجتاح الأجساد والعقول والقلوب ولكن في الوقت عينه فيها الكثير من الرّجاء والحّب والتّضامن والإنسانيّة. هذه السّنة علّمتنا أمثولات كثيرة، هل يعقل أن يكون هذا الفيروس الصّغير قد ركّع البشريّة؟ وهذه أكبر أمثولة فاكتشف العالم كم هو صغير أمام هذه المحنة الكبيرة.

كم هو مهمّ أن نعود لنكتشف كم نحن صغار، لكنّنا كبار بالحبّ، صغار بالأنانيّة، والحقد، والانقسام، والإنسانيّة، وكبار بالحبّ، والغفران، والتّضامن، والإنسانيّة، وفرح العطاء. وما سمعته اللّيلة أثلج قلبي وأفرحني، نعم نحن كبار بنظر الرّبّ لأنّ في هذا الميلاد عدنا كي نكون أبناء الله بعدما كنّا عبيدًا، نريد هذه المغارة أن تكون مجسّدة بالعقل والفكر والقلب والإرادة، كي يتجدّد يسوع كلّ يوم في قلوبنا وضمائرنا.

صحيح أنّنا في قلب الألم والوجع، في قلب الأزمة الوبائيّة، لكنّنا أيضًا في أزمة الوطن الموجعة، علينا في هذا الميلاد أن نكون علامات رجاء وحبّ، الرّجاء الصّالح لبني البشر، لا يمكن أن يستمرّ وطن في هذا المسار، من هنا يجب أن تتلاقى ثورة المحبّة مع الثّورة على الذّات بالإرادة والقرار، أن نتجدّد جميعنا من طرابلس إلى كلّ لبنان نعم لميلاد التّجدّد والحبّ والرّجاء".